للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العجم شبرا من أراضي تلك الممالك إلا بالتماسه لمعاونته ومظاهرته، وإما أن يحافظ على شخصه [الكريم] [١] العالي بتحويله من القلعة إلى حلته، أو في القلعة إلى حين لحاقنا بخدمته، فنتكفل بإعادته، وليكون الأمر الجليل مخيرا بين أن يلتقي بنا أو يقيم حيث شاء، فنوليه العراق ونستخلفه في الخدمة الإمامية، ونصرف أعنتنا إلى الممالك الشرقية، فهممنا لا تقتضي إلا هذا الغرض من العرض، ولا نسف إلى مملكة من تلك الممالك بل الهمة دينية، وهو أدام الله تمكينه يتقن ما ذكرنا، ويعلم أن توجهنا أثر هذا الكتاب لهذا الغرض المعلوم ولا غرض سواه، فلا يشعرن قلوب عشائره رهبة [٢] ، فأنهم كلهم إخواننا، وفي ذمتنا وعهدنا، وعلينا به عهد الله وميثاقه ما داموا موافقين للأمير الجليل في/ موالينا، ومن اتصل به من سائر العرب والعجم والأكراد، فإنهم مقرون في ٢٥/ أجملته، وداخلون في عهدنا وذمتنا، ولكل مخترم في العراق عفونا وأماننا مما بدر منه، إلا البساسيري، فإنه لا عهد له ولا أمان، وهو موكول إلى الشيطان وتساويله، وقد ارتكب في دين الله عظيما، وهو إن شاء الله مأخوذ حيث وجد، معذب على ما عمل، فقد سعى في دماء خلق كثير بسوء دخيلته، ودلت أفعاله على فساد عقيدته، فإن سرب في الأرض فالي أن يلحقه المكتوب على جبهته، وإن وقف فالقضاء سابق إلى مهجته، والله تعالى يجازي الأمير الجليل على كل سعى تجشم في مصالح الدين، وفي خدمة إمام المسلمين. وقد حملنا الأستاذ العالم أبا بكر أحمد بن محمد بن أيوب بن فورك، ومعتمد الدولة [٣] أبا الوفاء زيرك ما يؤديانه من الرسائل وهو يصغي اليهما، ويعتمد عليهما ويسرحهما إلى القلعة ليخدما مجلس سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عنا، وكتب في رمضان سنة إحدى وخمسين.

وحمل مع هذين الرسولين خدمة إلى الخليفة أربعون ثوبا أنواعا، وعشرة دسوت ثياب مخيطة، وخمسة آلاف دينار، وخمسة دسوت مخيطة من جهة خاتون زوجة القائم.


[١] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «رهبته» .
[٣] في الأصل: «ومعتمدنا أبا الوفاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>