للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ سيف: نبي يبعث من عقبك، ورسول من فرعك، اسمه مُحَمَّد وأحمد، وهذا زمانه الذي يولد فِيهِ، ولعله قد ولد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، والله باعثه جهارا، وجاعل له أنصارًا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه، تخمد عند مولده النيران، ويعَبْد الواحد الديان، ويزجر الكفر والطغيان، ويكسر اللات والأوثان، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عَنِ المنكر ويبطله.

قَالَ عَبْد المطلب: علا كعبك، ودام فضلك، وطال عمرك، فهل الملك ساري بإفصاح وتفسير وإيضاح؟

فَقَالَ سيف: والبيت ذي الحجب، والآيات والكتب إنك يا عَبْد المطلب لجده بلا كذب [١] . فخر عَبْد المطلب ساجدا فَقَالَ: ارفع رأسك، ثلج صدرك، وطال عمرك وعلا أمرك، فهل أحسست شيئا مما ذكرت؟

قَالَ عَبْد المطلب: نعم أيها الملك، كان لي ولد كنت [به] [٢] معجبا فزوجته كريمة من كرائم قومي تسمى: آمنة بنت وهب، فجاءت بغلام سميته: مُحَمَّدا وأحمد، مات أبوه وأمه، وكفلته أنا وعمه.

قَالَ: [هو] [٣] هو للَّه أبوك، فاحذر عَلَيْهِ أعداءه، وإن كان اللَّه لم يجعل لهم عَلَيْهِ سبيلا، ولولا علمي بأن الموت مجتاحي قبل ظهوره لسرت بخيلي ورجلي حَتَّى أجعل مدينة يثرب [دار ملكي، فإني أجد فِي كتب آبائي أن بيثرب] [٤] استتباب [٥] أمره، وهم أهل دعوته ونصرته، وفيها موضع قبره، ولولا ما أجد من بلوغه الغايات، وأن أقيه آلافات، وأن أدفع عنه العاهات، لأظهرت اسمه، وأوطأت العرب عقبه وإن أعش فسأصرف ذلك إليه، قم فانصرف ومن معك من أصحابك. ثم أمر لكل رجل منهم بمائتي بعير وعشرة أعَبْد من الحبش وعشرة أرطال من الذهب، وحلتين من البرود، وأمر


[١] في ت: «غير ذي كذب» . وفي ألوفا: «غير كذب» .
[٢] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين زيادة من ألوفا.
[٤] ما بين المعقوفتين زيادة من ألوفا.
[٥] في الأصل: «اسحاب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>