للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلِيّ الصوري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأزدي، حَدَّثَنَا عبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن مسرور، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد [١] بْن يونس قَالَ: منصور بْن عمَار يكنى أبا السري، قدم مصر وجلس يقص عَلَى النّاس، فسمع كلامه الليث بْن سعد، فاستحسن قصصه وفصاحته، فذكر أن الليث قَالَ لَهُ: مَا الذي أقدمك إِلَى بلدنا؟ [٢] قَالَ: طلبت أن أكسب بِهَا ألف دينار فَقَالَ [لَهُ] [٣] الليث: فهي لك علي وصن كلامك هَذَا الحسن، ولا تتبذل. فأقام بمصر فِي جملة الليث بْن سعد فِي جرايته، إِلَى أن خرج عن مصر فدفع إليه الليث بْن سعد [٤] ألف دينار، ودفع إليه بنو الليث [أيضا] [٥] ألف دينار، فخرج وسكن بغداد [وتوفي بِهَا. وَكَانَ فِي قصصه وكلامه شيئا عجبا لم يقص عَلَى الناس مثله.

أَخْبَرَنَا أبو منصور، أَخْبَرَنَا أبو بكر] [٦] أخبرنا الأزهري، أنبأنا ابن بطة، أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن جَعْفَر التستري قَالَ: سمعت أبا الحسن علي بْن الحسن الواعظ يقول:

سمعت أبا بكر الصَّيْدلانيّ يقول: سمعت سليم بْن منصور بْن عمَار يقول: رأيت أبي منصورا فِي المنام فقلت: مَا فعل بك ربك؟ فَقَالَ: إن الرب قربني وأدناني وقال [لي] [٧] : يَا شيخ السوء، تدري لم غفرت لك؟ قال: فقلت: لا يَا إلهي، قَالَ: إنك جلست للناس مجلسا فبكيتهم، فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي [٨] قط.

فغفرت لَهُ، ووهبت أهل المجلس كلهم لَهُ [٩] ، ووهبتك فيمن وهبت لَهُ [١٠] .

أَخْبَرَنَا محمد بْن [أبي] [١١] القاسم، أنبأنا رزق الله بْن عبد الوهاب عن أبي عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر الرازي يقول [سمعت أبا العباس القاضي يقول:] [١٢] سمعت أبا الحسين [١٣] يَقُولُ: رأيت منصور بْن عمَار فِي المنام، فقلت لَهُ: مَا فعل الله بك؟ قَالَ: وقفت بين يديه فَقَالَ لي: أنت الذي كنت تزهد الناس فِي الدنيا وترغب عنها [١٤] ، قلت: قد كَانَ ذلك، ولكن مَا اتخذت مجلسا إلا وبدأت بالثناء عليك


[١] في ت: «أبو سعد» .
[٢] في ت: «إلى بلادنا» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] «بن سعد» ساقطة من ت.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] في الأصل: «من خير قط» .
[٩] في الأصل: «كله له» .
[١٠] تاريخ بغداد ١٣/ ٧٩.
[١١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١٢] ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
[١٣] في ت: «أبا الحسن السعداني» .
[١٤] في ت: «وترغب فيها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>