للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الريح على المشركين، ف كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ، وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً ٣٣: ٢٥ [١] .

قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ [٢] : الْعَرَقَةُ أُمُّ حِبَّانَ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ مُنْقَدِ بْنِ عُمَرَ وَسُمِّيَتِ الْعَرَقَةُ لِطِيبِ رِيحِهَا.

قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ [٣] : لَمَّا حَامَ الأَحْزَابُ حَوْلَ الْخَنْدَقِ أَيَّامًا أَجْمَعَ رُؤَسَاؤُهُمْ أَنْ يَغْدُوا يَوْمًا، فَغَدَوْا جَمِيعًا، وَطَلَبُوا مَضِيقًا مِنَ الْخَنْدَقِ يُقْحِمُونَ فِيهِ خَيْلَهُمْ فَلَمْ يَجِدُوا، فَقَالُوا: إِنَّ هَذِهِ لَمَكِيدَةٌ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَصْنَعُهَا، فَقِيلَ لَهُمْ: إِنَّ مَعَهُ رَجُلا فَارِسِيًّا فَهُوَ أَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ فَصَارُوا إِلَى مَكَانٍ ضَيِّقٍ فَعَبَرَ عِكْرِمَةُ وَنَوْفَلٌ وَضِرَارٌ وَهُبَيْرَةُ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ وَدٍّ، فَجَعَلَ عَمْرٌو يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

أنا أُبَارِزُهِ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلْيَهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ وَعَمَّمَهُ، وَقَالَ: «اللَّهمّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ» ، فَضَرَبَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ، وَوَلَّى أَصْحَابُهُ هَارِبِينَ، وَحَمَلَ الزُّبَيْرُ عَلَى نَوْفَلٍ فَقَتَلَهُ [٤] . أنبأنا الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا ابن المسلمة، قَالَ:

أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر/ المخلص، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن سلمان بن داود، قال: أخبرنا الزبير بن بكار، قال:

عمرو بن عبد ود، وضرار بن الخطاب، وعكرمة بن أبي جهل، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة هُمُ الذين طفروا الخندق يوم الأحزاب، وفي ذلك يقول الشاعر [٥] :

عمرو بن ود كان أول فارس ... جزع [٦] المزاد وكان فارس يليل

قال مؤلف الكتاب: المزاد، موضع من الخندق فيه حفر، ويليل، واد قريب من بدر.


[١] سورة الأحزاب الآية: ٢٥ الخبر في طبقات ابن سعد ٣/ ٢، ٣، ومسند أحمد بن حنبل ٦/ ١٤١.
[٢] في أ: «وقال علماء السير» .
[٣] طبقات ابن سعد ٢/ ١/ ٤٨، ٤٩.
[٤] إلى هنا طبقات ابن سعد ٢/ ١/ ٤٩.
[٥] في سيرة ابن هشام ٢/ ٢٦٦: هو مسافع بن عبد مناف بن وهب بن حذافة بن جمح.
[٦] جزع: قطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>