للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولدك غلام يكون ذهاب هذا الملك على يديه، وعلامته نقص في [بعض] [١] بدنه، فمنع ولده من النساء، فمكثوا حينا لا يصلون إلى امرأة فشكى شهريار إلى شيرين الشبق وسألها أن تدخل إليه امرأة وإلا قتل نفسه، وكانت شيرين قد تبنت شهريار، فأرسلت إليه:

إني لا أقدر على إدخال امرأة إليك إلا أن تكون لا يؤبه لها، ولا يجمل بك أن تمسها، فقال: أنا لست أبالي ما كانت، فأرسلت إليه بجارية كانت تحجم، وكانت فيما يزعمون من بنات أشرافهم إلا أن شيرين [كانت] [٢] غضبت عليها، فأسلمتها في الحجامين، فلما دخلت عليه وثب عليها، فحملت بيزدجرد، فأمرت بها شيرين فقصرت [٣] حتى ولدت، وكتمت أمر الولد خمس سنين، ثم أنها رأت من كسرى رقة للصبيان حين كبر، فقالت له: هل يسرك أيها الملك [أن] ترى ولدا لبعض بنيك على ما كان فيه من المكروه، فقال لا أبالي، فأمرت بيزدجرد فطيب وحلي وأدخلته عليه، وقالت: هذا يزدجرد بن شهريار. فأجلسه في حجره وقبله وعطف عليه وأحبه/ حبا شديدا، وكان يبيته معه، فبينما هو يلعب ذات يوم بين يديه، إذ ذكر ما قيل له، فعراه عن ثيابه فاستبان النقص في إحدى وركيه، فاستشاط غضبا وحمله ليجلد به الأرض، فتعلقت به شيرين وناشدته الله ألا يقتله، وقالت له: إن يكن أمر قد حضر في هذا الملك فليس له مرد. فقال: إن هذا المشئوم الذي أخبرت عنه المنجمون فأخرجيه فلا أنظر إليه، فأمرت به فحمل إلى سجستان.

وقيل: بل كان في السواد عند ظؤورته. وقيل: لما قتل شيرويه أخوته هرب يزدجرد إلى اصطخر ثم آل الأمر إلى أن ملك، وقتل في زمان خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانقضى ملك الفرس.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول.
[٣] قصرت: حبست.

<<  <  ج: ص:  >  >>