للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرحبيل فجمع أكثر من مائة ألف، فمضوا إلى مؤتة ووافاهم المشركون بما لا قبل لهم به، فأخذ اللواء زيد [بن حارثة] [١] فقاتل حتى قتل، ثم أخذه جعفر فقاتل حتى قتل، ضربه رجل من الروم فقطعه نصفين، فوجد في أحد نصفيه أحد وثلاثون جرحا، ثم أخذه عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فأخذ اللواء، وانكشف الناس [فكانت الهزيمة] [٢] فتبعهم المشركون [٣] فقتل ثمانية ممن يعرف من المسلمين، ورفعت الأرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظر إلى معترك القوم. فلما أخذ اللواء خالد/ [بن الوليد] [٤] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآن حمي الوطيس» . فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تلقوهم [بالجرف] [٥] ، فجعل [الناس] [٥] يحثون في وجوههم التراب، ويقولون: يا فرار، أفررتم في سبيل الله؟ فَقَالَ رسول الله [٦] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ليسوا بفرار ولكنهم كرار إن شاء الله تعالى» . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، [أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ] [٧] ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:

لَمَّا تَجَهَّزَ الناس وتهيأوا لِلْخُرُوجِ إِلَى مُؤْتَةَ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ وَدَفَعَ عَنْكُمِْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وضربة ذات فرغ [٨] تقذف الزّبدا [٩]


[١] ما بين المعقوفتين: من ابن سعد.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٣] في الأصل: «فتبعهم المرهب» .
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.
[٥] ما بين المعقوفتين: من ابن سعد.
[٦] في الأصل: النبي صلّى الله عليه وسلّم.
[٧] ما بين المعقوفتين: في الأصل: أخبرنا محمد بن أبي القاسم بإسناده عن عروة.
[٨] ذات فرغ: ذات سعة.
[٩] الزبد: الرغوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>