للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وعلى ذلك صالحهم] [١] ، فدفعها إليه، وكان يهزأ بها دهره، فاشتد ذلك على أهلها، فقالت: ما تخافون على امرأة قد بلغت ثمانين سنة، وإنما هذا رجل أحمق رآني في شبيبتي، فظن أن الشباب يدوم، فلما أخذها قالت: ما أربك إلى عجوز كما ترى، فادني، فقال: لست لأم شويل إن [نقصتك] [٢] من ألف درهم، فاستكثرت ذلك لتخدعه ثم أتته بها.

فلما سمع الناس ذلك عنفوه، فقال: ما كنت أرى عددا يزيد على ألف.

ولما صالح خالد [٣] أهل الحيرة خرج إليه صلوبا صاحب قس الناطف، فصالحه على بانقيا وبسما على ألوف في كل سنة.

وبعث خالد بن الوليد عماله وبعث آخرين على ثغور، ثم إن خالدا كتب إلى أهل فارس وهم في المدائن مختلفون لموت أردشير، وكتب كتابين: كتابا إلى الخاصة، وكتابا إلى العامة، وقال لرجل: ما اسمك؟ قال: مرة قال: خذ هذا الكتاب فأت به أهل فارس، لعل الله أن يمر عليهم عيشهم، وقال لآخر: ما اسمك؟ قال: هزقيل، قال: خذ هذا الكتاب، [وقال] : [٤] اللَّهمّ أرهق نفوسهم، وكان في أحد الكتابين [٥] :

«بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، / أما بعد، فالحمد للَّه الذي حل نظامكم، ووهن كيدكم، وفرق كلمتكم، [ولو لم يفعل ذلك بكم كان شرا لكم] [٦] ، فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم، ونجوزكم إلى غيركم، وإلا كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة» .

وكان في الكتاب الآخر [٧] : «بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، والطبري.
[٣] تاريخ الطبري ٣/ ٣٦٧.
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[٥] نص الكتاب في الطبري ٣/ ٣٧٠.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
[٧] نص الكتاب في الطبري ٣/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>