للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّبيع. فلما قدم على عمر رضي الله عنه، قال: أشيروا علي فيه، قالوا: قد جعل ذلك لك فر رأيك، إلا ما كان من علي رضي الله عنه، فإنه قال: يا أمير المؤمنين، الأمر كما قالوا: ولم يبق إلا التروية، إنك إن تقبله على هذا اليوم لم تعدم في غد من يستحق به ما ليس لَهُ، فقال: صدقتني، فقطعه بينهم.

[قال: وحدثنا سيف] [١] ، عن عبد الملك بن عمير، قال: أصاب المسلمون يوم المدائن بهار كسرى، وكانوا يعدونه للشتاء إذا ذهبت الرياحين، فكانوا إذا أرادوا الشرب شربوا عليه، فكأنهم في رياض وكان بساط واحد ستين ذراعا في ستين، أرضه مذهب، ووشيه بفصوص، ومموه بجوهر، وورقه بحرير وماؤه ذهب، وكانت العرب تسميه القطف، فلما قسم سعد فيهم فضل عنهم ولم يتفق قسمه، فجمع سعد المسلمين، فقال: إن الله تعالى قد ملأ أيديكم وقد عسر قسم هذا البساط، ولا يقوى على شرائه أحد، فأرى أن تطيبوا به أنفسنا لأمير المؤمنين يضعه حيث شاء، ففعلوا.

فلما قدم على عمر المدينة جمع الناس فاستشارهم في البساط، فمن بين مشير بقبضه، وآخر مفوض إليه، وآخر مرقق، فقام علي رضي الله عنه، فقال: لم تجعل علمك جهلا، ويقينك شكا، إنه لَيْسَ لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت، أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت، فقال: صدقتني، فقطعه فقسمه بين الناس، فأصاب عليا رضي الله عنه قطعة منه فباعها بعشرين ألفا، وما هي بأجود تلك القطع.

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:

أخبرنا الحسين بن القَاسِم الكوكبي، قال: حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أخبرني] [٢] القاسم بن سهل النوشجاني:

إن ستر باب الإيوان أخرقه المسلمون لما افتتحوا المدائن فأخرجوا منه ألف ألف مثقال ذهبا، فبيع المثقال بعشرة دراهم، فبلغ عشرة آلاف ألف [ألف] [٣] درهم.

[أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:


[١] ما بين المعقوفتين: من أ، وفي الأصل: «وعن عبد الملك» .
[٢] ما بين المعقوفتين: من أ، وفي الأصل: «روى المؤلف بإسناده عن القاسم بن سهل» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>