للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيتين وَهُوَ بَيْت المال، فوجد فِيهِ أربعة وعشرون تاجا عدة ملوكهم، لا يدري مَا قيمة التاج منها، وعلى كُل تاج اسم صاحبه ومبلغ سنه وكم ملك من السنين ووجد فِيهِ مائدة سُلَيْمَان بْن دَاوُد. ووجد عَلَى الْبَيْت الآخر أربعة وعشرون قفلا، كَانَ كلما ملك ملك مِنْهُم زاد قفلا، ولا يدرون مَا فِي الْبَيْت، فلما ملك آخر ملوكهم قَالَ: لا بد لي من أَن أعرف مَا فِي هَذَا الْبَيْت، وتوهم أَن فِيهِ مالا، فاجتمعت إِلَيْهِ الأساقفة والشمامسة وأعظموا ذَلِكَ وسألوه أَن يأخذ بِمَا فعله الملوك قبله فأبى، وَقَالَ: انظر مَا تحطب عَلَى مالك من مال يظن أنه فيه فنحن ندفعه إليك من أموالنا فلا تفتحه. فعصاهم وفتح الباب، فإذا فيه تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهم ونعالهم وقسيهم ونبلهم، فدخلت العرب جزيرة الأندلس [١] فِي السنة الَّتِي فتح فِيهَا الباب.

ووجد قتيبة بْن مُسْلِم بمدينة تدعى بيكند قدورا عظاما يصعد إِلَيْهَا بسلاليم.

أَنْبَأَنَا محمد بن ناصر الحافظ، قَالَ: أنبأنا جعفر بْن أحمد السراج، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو القاسم عُبَيْدُ اللَّه بْن عُمَر بْن شَاهِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِي بْن مُحَمَّد بن أحمد المصري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عيسى المدني، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَام بْن مُحَمَّد بْن السائب، قَالَ: حَدَّثَنِي حفص بْن عُمَر بْن النعمان الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَن جدي، قَالَ: سمعت حميدا دهقان الفلوجة السفلى، وَكَانَ عُمَر قَدْ فرض لَهُ فِي ألفي مَعَ عدة من الدهاقين، قَالَ: كَانَ ببابل سبع مدائن فِي كُل مدينة أعجوبة ليست فِي الأخرى، وَكَانَ فِي المدينة الأولى الَّتِي منها ملكها تمثال الأَرْض جميعا فَإِذَا أتوى عَلَيْهِ بعين أَهْل مملكته بخراجها خرق أنهارها عَلَيْهِم فعرفت حيث كانت فلا يستطيعون لَهَا سدا حَتَّى يؤدُونَ مَا عَلَيْهِم فَإِذَا سدها عَلَيْهِم فِي تماثيلهم انسدت فِي بلادهم.

وَفِي المدينة الثَّانِيَة حوض فَإِذَا أراد الْمَلِك أَن يجمعهم لطعامهم إِلَى من أحب مِنْهُم بِمَا لا أحب من الأشربة نصبه فِي ذَلِكَ الحوض، فاختلط جميعا، ثُمَّ تقدم السقاة فأخذوا الآنية، فمن صب فِي إنائه تنينا صار فِي شرابه الَّذِي جاريه.

وَفِي المدينة الثالثة طبل إِذَا غاب من أهلها غائب فأرادوا أَن يعلموا أحي هُوَ أم


[١] في الأصل بلدهم، وما أوردته من المرآة ١/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>