للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَعَثَتْ بِذَلِكَ إِلَى عَائِشَةَ وَقَالَتْ: هَكَذَا شُوِيَ أَخُوكِ، فَلَمْ تَأْكُلْ عَائِشَةُ شِوَاءً حَتَّى لَحِقَتْ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ.

وأما مُحَمَّد بن أبي حذيفة [١] فقد زعم قوم أنه قتل بعد قتل ابن أبي بكر. وقَالَ آخرون: بل قتل [قبل] [٢] ذلك فِي سنة ست وثلاثين، وقد سبق ذكر ذلك فيما قدمنا.

وفِي هذه السنة بعد مقتل مُحَمَّد بن أبي بكر وجه معاوية عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن الحضرمي إلى البصرة، فوجه علي رضي الله عنه أعين بن ضبيعة المجاشعي لإخراج ابن الحضرمي من البصرة مددا لزياد [٣] شرح القصة [٤] : لما قتل مُحَمَّد بن أبي بكر خرج ابن عباس من البصرة إلى علي بالكوفة واستخلف زيادا، وقدم ابن الحضرمي من قبل معاوية، فنزل فِي بني تميم، فأرسل زيادا إلى حضين بن المنذر، ومالك بن مسمع، فقَالَ: أنتم يا معاشر بكر بن وائل من أنصار أمير المؤمنين، وقد نزل ابن الحضرمي حيث ترون، وأتاه من أتاه، فامنعوني حتى يأتيني رأي أمير المؤمنين، فقَالَ حضين: نعم، وقَالَ مالك- وكان رأيه مائلا إلى بني أمية، وكان مروان لجأ إليه يوم الجمل: هذا أمر لي فيه شركاء، أستشير وأنظر. فلما رأى زياد تثاقل مالك خاف أن تختلف ربيعة، فأرسل إلى نافع بن خالد فسأله أن يمنعه، فأشار عليه نافع بصبرة بن شيمان الحداني، فأرسل إليه زياد فقَالَ: ألا تجيرني وبيت مال المسلمين، قَالَ: بلى إن حملته إلي ونزلت داري، ففعل وحول معه المنبر، وتحول معه خمسون رجلا، فكان زياد يصلي الجمعة فِي مسجد الحداني.

وكتب زياد إلى علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن ابن الحضرمي قد أقبل من الشام، فنزل ٦٢/ أفي بني تميم، ونعى ابن عفان، ودعى إلى الحرب وبايعته تميم وجل/ أهل البصرة، ولم يبق معي من أمتنع به، فاستجرت لنفسي ولبيت المال بصبرة بن شيمان، فوجه علي أعين بن ضبيعة، وكتب إلى زياد: إني قد وجهت أعين ليعرض بقومه عن ابن


[١] في الأصل: «وأما محمد بن أبي بكر» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] تاريخ الطبري ٥/ ١١٠.
[٤] الخبر في تاريخ الطبري ٥/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>