للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ مُحَمَّد بن الحنفية [١] : والله إني لأصلي فِي تلك الليلة التي ضرب فيها علي فِي رجال كثيرة ما هم إلا قياما وركوعا وسجودا، وما يسأمون من أول الليل إلى آخره، إذ خرج علي لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة الصلاة، إذ نظرت إلى بريق السيف، وسمعت: الحكم للَّه لا لك يا علي ولا لأصحابك، فرأيت سيفا وسمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، وشد الناس عليه من كل جانب، فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل إلى عليّ رضي الله عنه، فدخلت فيمن دخل، فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس، إن/ هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي. ٧١/ ب وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فنادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي: أي والله، ويلك قتلت أمير المؤمنين، قَالَ: ما قتلت إلا أباك، قالت: إني لأرجو ألا يكون عليه بأس، قَالَ: فما لك تبكين، والله لقد سممته شهرا، ولو كانت هذه الضربة بجميع أهل الأرض [٢] ما بقي منهم أحد.

قالوا: يا أمير المؤمنين: إن فقدناك أنبايع الحسن؟ فقَالَ: ما آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر. ثم دعا حسنا وحسينا، فقَالَ: أوصيكم بتقوى الله، ولا تبغيا الدنيا، ولا تبكيا على شيء زوى عنكما، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض. وذلك فِي رمضان، وغسله الحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن جعفر، وكفن فِي ثلاثة أثواب وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات.

أَخْبَرَنَا الْحُصَيْنُ، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قال: حدثني أبي، قال: [حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ:] [٣] حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ [٤] : لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: افْعَلُوا بِهِ كَمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَفْعَلَ بِرَجُلٍ أَرَادَ قتله، فقال: اقتلوه، ثم حرقوه.


[١] الخبر في الطبري ٥/ ١٤٦، وفي الأصل: «محمد بن حنيف» .
[٢] في الأصل: «أهل المصر» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٤] الخبر في مسند أحمد بن حنبل ١/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>