للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهاجر إلى المدينة، وأطعم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر أربعين وسقا، وَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وكان عَبْد الرَّحْمَنِ يتجر فِي الجاهلية إلى الشام بماله ومال قريش فرأى ليلى بنت الجودي فهويها، فلما فتح خالد الشام زمن عمر صارت إليه فازداد بها شغفا.

أنبأنا الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر بْن المسلمة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الزُّبَير بْن بكار، قَالَ: حدثني محمد بْن الضَّحَّاكِ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَدِمَ الشَّامَ فِي تِجَارَةٍ، فَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا ابْنَةُ الْجُودِيِّ عَلَى طَنْفَسَةٍ لَهَا وَلائِدُ، فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ لَهَا:

أَتَذكر لَيْلَى وَالسَّمَاوَةُ دُونَهَا ... وَمَا لابْنَةِ الجودي ليلى وما ليا

وَأَنَّى تَعَاطَى قَلْبَهُ حَارِثِيَّةٌ ... تَؤُمَّنَّ بُصْرَى [١] أَوْ يَحِلُ الْجَوابِيَا

وَأَنِّي بِلاقِيهَا بَلَى وَلَعَلَّهَا ... إِنِ النَّاسُ حَجُّوا قَابِلا أَنْ تُلاقِيَا [٢]

فَلَمَّا بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَيْشَهُ إِلَى الشَّامِ قَالَ لِصَاحِبِ الْجَيْشِ: إِنْ ظَفَرْتَ بِلَيْلَى بِنْتِ الْجُودِيِّ عَنْوَةً فَادْفَعْهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَظَفَرَ بِهَا فَدَفَعَهَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأُعْجِبَ بِهَا وَآثَرَهَا عَلَى نِسَائِهِ حَتَّى شَكَوْنَهُ إِلَى عَائِشَةَ، فَعَاتَبَتْهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ كَأَنِّي أَرْشِفُ بِأَنْيَابِهَا حَبَّ الرُّمَّانِ، فَأَصَابَهَا وَجَعٌ سَقَطَ لَهُ فُوهَا فَجَفَاهَا حَتَّى شَكَتْهُ إِلَى عائشة، فقالت له عائشة: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لَقَدْ أَحْبَبْتَ لَيْلَى فَأَفْرَطْتَ وَأَبْغَضْتَهَا فَأَفْرَطْتَ، فَإِمَّا أَنْ تُنْصِفَهَا وَإِمَّا أَنْ تجهزها إلى أهلها.

١٢٣/ أقال الزُّبَيْرُ: وحَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ/ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَفَّلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَيْلَى بِنْتَ الْجُودِي حِينَ فَتَحَ دِمَشْقَ، وَكَانَتِ ابنة ملك دمشق.


[١] في الأصل: «بأطلال بصرى» .
[٢] في البداية: «إن توافيا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>