للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذت علينا العهود والمواثيق أن لا ندلك على عورة، فانتهره وقال: لولا أنك ابن عثمان لضربت، وأيم الله لا أقيلها قرشيا بعدك، فخرج بما لقي من عنده إلى أصحابه، فقال مروان لابنه عبد الملك: ادخل [١] قبلي لعله يجتزئ بك عني [٢] ، فدخل عليه عبد الملك، فقال: هات ما عندك، أخبرني خير الناس، وكيف ترى؟ فقال له: أرى أن تسير بمن معك حتى تأتيهم من قبل الحرة، ففعل وقال: يا أهل المدينة، إن أمير المؤمنين يزيد يزعم أنكم الأصل، ويقول: إني أكره إراقة دمائكم، وإني أؤجلكم ثلاثا، فمن راجع الحق أمنته ورجعت عنكم وسرت إلى هذا الملحد الذي بمكة، وإن أبيتم فقد أعذرنا إليكم، فلما مضت الأيام الثلاثة قال: يا أهل المدينة ما تصنعون؟ قالوا:

نحارب، فقال: لا تفعلوا وادخلوا في الطاعة، فقالوا: لا نفعل. وكانوا قد اتخذوا خندقا ونزله منهم جماعة وكان عليهم عبد الرحمن بن زهير بن عبد عوف [٣] ، وكان عبد الله بن مطيع على ربع آخر في جانب المدينة، وكان معقل بن سنان الأشجعي على ربع آخر وكان أمير جماعتهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري في أعظم تلك الأرباع وأكثرها عددا [٤] .

وقيل: كان ابن مطيع على قريش، وابن حنظلة على الأنصار، ومعقل بن سنان على المهاجرين.

فحمل ابن الغسيل على الخيل حتى كشفها، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعل مسلم يحرض أصحابه- وكان مريضا، فنصب له سرير بين الصفين- وقال: قاتلوا عن أميركم، وأباح مسلم المدينة ثلاثا، يقتلون الناس ويأخذون الأموال، فأرسلت سعدى بنت عوف المرية [٥] إلى مسلم، تقول بنت عمك مر أصحابك لا/ يعترضوا الإبل لنا بمكان كذا، فقال: لا تبدءوا إلا بها. وجاءت امرأة إلى مسلم وقالت: أنا مولاتك وابني


[١] في الأصل: «أخرج» ، وما أوردناه من الطبري.
[٢] في الأصل: «يجتزي بك مني» وما أوردناه من الطبري.
[٣] في الأصل: «عبد الرحمن بن أزهر» وما أوردناه من الطبري.
[٤] في الأصل: «وأكثرهم عددا» . وما أوردناه من الطبري.
[٥] في الطبري: «سعدى بنت عوف المدينة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>