للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ابن الزبير [١] :

ولا يستوي عبدان عبد مكلم ... عتل لأرحام الأقارب قاطع

فقال مروان: [٢]

وعبد تجافى جنبه عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو راكع

فقال ابن الزبير:

وللخير أهل يعرفون بهداهم ... إذا حجبتهم في الخطوب الجوامع

فقال مروان:

وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع

فسكت ابن الزبير، فقالت عائشة: ما لك فما سمعت بمحاورة قط أحسن من هذه، ولكن لمروان إرث في الشعر ليس لك، فقال ابن الزبير لمروان: عرضت، قال:

بل أنت أشد تعريضا، طلبت يدك فأعطيتني رجلك.

وكان قد تزوج [٣] أم خالد بن يزيد بن معاوية، وكان مروان يطمعه في بعض الأمر، ثم بدا له فعقد لابنيه عبد الملك وعبد العزيز، فأراد أن يضع من خالد ويزهد الناس فيه، وكان إذا دخل عليه أجلسه معه على سريره، فدخل عليه يوما، فذهب ليجلس مجلسه، فزبره وقال: تنح يا ابن رطبة الاست، والله ما وجدت لك عقلا.

فانصرف خالد وقتئذ مغضبا حتى دخل على أمه، فقال: قد فضحتني وقصرت بي، ونكست برأسي. قالت: وما ذاك؟ قال: تزوجت هذا الرجل فصنع كذا وكذا وأخبرها بما قال له، فقالت: لا يسمع هذا منك أحد، ولا يعلم مروان أنك أعلمتني بشيء من ذلك، وادخل علي كما كنت تدخل، واطو هذا الأمر فإني سأكفيك وأنتصر لك منه، فسكت خالد ودخل مروان على أم خالد فقال: ما قال لك خالد ما قلت له اليوم؟ فقالت: ما حَدَّثَني/ بشيء ولا قال لي فقال: ألم يشكني إليك، ويذكر تقصيري به.


[١] «فقال ابن الزبير» ساقطة من ت.
[٢] «فقال مروان: ساقطة من ت.
[٣] طبقات ابن سعد ٥/ ١/ ٢٩، ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>