للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله، قال:

كان خبيب قد لقي العلماء ولقي كعب الأحبار، وقرأ الكتب، وكان من النساك، وأدركه أصحابنا وغيرهم يذكرون أنه كان يعلم علما كثيرا لا يعرفون وجهه ولا مذهبه فيه يشبه ما يدعى الناس من علوم النجوم.

قال عمي مصعب: وحدثت عن مولى لخالته أم هاشم بنت منظور يقال له يعلى بن عقبة، قال:

كنت أمشي معه وهو يحدث نفسه إذ وقف ثم قال: سأل قليلا فأعطي كثيرا، وسأل كثيرا فأعطي قليلا، فطعنه فأرداه فقتله، ثم أقبل علي فقال: قتل عمرو بن سعيد الساعة، ثم مضى، فوجدوا ذلك اليوم الذي قتل فيه عمرو بن سعيد.

وله أشباه هذا يذكرونها والله أعلم ما هي، وكان طويل الصمت [١] قليل الكلام.

وكان الوليد بن عبد الملك قد كتب إلى عمر بن عبد/ العزيز إذ كان واليا على المدينة يأمره بجلده مائة سوط [وبحبسه، فجلده عمر مائة سوط] [٢] ، وبرد له ماء في جرة، ثم صبها عليه في غداه باردة، فكن فمات فيها.

وكان عمر قد أخرجه من المسجد حين اشتد وجعه وندم على ما صنع، فانتقله آل الزبير في دار من دورهم.

قال عمي مصعب: وأخبرني مصعب بن عثمان أنهم نقلوه إلى دار عمر بن مصعب بن الزبير، واجتمعوا عنده حتى مات، فبينا هم جلوس إذ جاءهم الماجشون استأذن عليهم وخبيب مسجى بثوبه، وكان الماجشون يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولايته على المدينة، فقال عبد الله بن عروة: ائذنوا له، فلما دخل قال: كان صاحبك في مرية من موته، اكشفوا له عنه، فكشفوا له عنه، فلما رآه الماجشون انصرف. قال الماجشون: فانتهيت إلى دار مروان فقرعت الباب، فدخلت فوجدت عمر كالمرأة الماخض قائما قاعدا، فقال لي: ما وراءك؟ فقلت: مات الرجل، فسقط إلى الأرض


[١] في الأصل: «طويل الصلاة» وما أوردناه من ت.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>