للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَرِيا وَلَمْ تَقْبَلْ إِشَارَةَ مُجْرِمٍ [١]

وَصَدَّقْتَ بِالْفِعْلِ الْمَقَالِ مَعَ الَّذِي ... أَتَيْتَ فَأَمْسَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمٍ [٢]

وَقَدْ لَبِسْت لُبْسَ الْهَلُوكِ [٣] ثِيَابَهَا ... تَرَاءَى لَكَ الدُّنْيَا بِوَجْهٍ وَمِعْصَمٍ [٤]

وَتُومِضُ أَحْيَانًا بِعَيْنٍ مَرِيضَةٍ ... وَتَبْسِمُ عَنْ مِثْلِ الْجُمَانِ الْمُنَظَّمِ [٥]

فَأَعْرَضْتَ عَنْهَا مُشْمَئِزًّا كَأَنَّمَا ... سَقَتْكَ مَذُوقًا مِنْ سِمَامٍ وَعَلْقَمِ

وَقَدْ كُنْتُ مِنْ أَجْبَالِهَا فِي مُمَنَّعٍ ... وَمِنْ بَحْرِهَا فِي مُزبدِ الْمَوْجِ مُفْعَمِ [٦]

فَلَمَّا أَتَاكَ الْمُلْكُ عَفْوًا [٧] وَلَمْ يَكُنْ ... لِطَالِبِ دُنْيَا بَعْدَهُ [٨] مِنْ تَكَلُّمِ

تَرَكْتَ الَّذِي يَفْنَى وَإِنْ كَانَ مُونقًا ... وَآثَرْتَ مَا يَبْقَى بِرَأْيٍ مُصَمِّمِ [٩]

سَمَا لَكَ هَمٌّ فِي الْفُؤَادِ مُؤَرِّقٌ ... بَلَغْتَ بِهِ أَعْلَى الْبِنَاءِ الْمُقَدَّمِ [١٠]

فَمَا بَيْنَ شَرْقِ الأَرْضِ وَالْغَرْبِ كُلِّهَا ... مُنَادٍ يُنَادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمٍ

يَقُولُ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَلَمْتَنِي ... بِأَخْذٍ لِدِينَارٍ وَلا أَخْذِ دِرْهَمِ

وَلا بَسْطِ كَفٍّ بِامْرِئٍ غَيْرِ مُجْرِمٍ ... وَلا السَّفْكِ مِنْهُ ظَالِمًا مِلْءَ مِحْجَمِ [١١]


[١] في الأغاني: «ولم تتبع مقالة مجرم» .
[٢] في الأغاني:
وقلت فصدقت الّذي قلت بالذي ... فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
[٣] في الأصلين: «الملوك» وما أوردناه من الأغاني.
والهلوك من النساء: الفاجرة المتساقطة على الرجال.
[٤] في الأغاني: «وأبدت لك الدنيا بكف ومعصم» .
[٥] في الأصل: «الجمان المعظم» . وما أوردناه من ت والأغاني.
[٦] البيت الّذي بعده في الأغاني.
وما زلت سباقا إلى كل غاية ... صعدت بها أعلى البناء المقدم
[٧] في الأصل: «عصوا» . وفي ت: «عضا» . وما أوردناه من الأغاني.
[٨] في الأصلين: «بعدها» . وما أوردناه من الأغاني.
[٩] البيت الّذي بعده في الأغاني.
فأضررت بالفاني وشمرت للذي ... أمامك في يوم من الهول مظلم
وما لك أن الخليفة مانع ... سوى الله من مال رغيب ولا دم
[١٠] الشطر الثاني في الأغاني: «صعدت به أعلى المعالي «بسلّم» .
[١١] في الأصل: «ولا السفك منه طالما بك محجم» . والتصحيح من الأغاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>