للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء خالد القسري وعمر بن يزيد [١] ومعهما حميد بن عبد الملك بالأمان ليزيد بن المهلب من يزيد بن عبد الملك، فوصلوا وقد فات الأمر، وغلب يزيد بن المهلب على البصرة، وخلع يزيد بن عبد الملك، واستوثقت له البصرة، وبعث عماله إلى الأهواز وفارس وكرمان، وبعث أخاه مدرك [٢] بن المهلب إلى خراسان، وخطب يزيد بن المهلب الناس وأخبرهم أنه يدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلّم، ويحث على الجهاد، ويزعم أن جهاد أهل الشام أعظم ثوابا [٣] من جهاد الترك والديلم.

فدخل الحسن البصري إلى المسجد فقال لصاحبه: انظر هل ترى وجه رجل تعرفه؟ فقال: لا والله، فقال: فو الله هؤلاء [٤] الغثاء، فدنا من المنبر وإذا هو يدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلم، فقال الحسن: يزيد يدعو إلى كتاب الله، والله لقد رأيناك واليا وموليا عليه، فجعل أصحابه يأخذون على فيه لئلا يتكلم، فقال الحسن: إنما كان يزيد بالأمس يضرب رقاب هؤلاء ويسرح بها إلى بني مروان يريد رضاهم، فلما غضب نصب [٥] هؤلاء وقال: أدعوكم إلى كتاب الله وسنة العمرين، وإن من سنة العمرين أن يوضع قيد في رجله ثم يرد إلى محبس عمر. فقال رجل: يا أبا سعيد، كأنك راض عن أهل الشام، فقال: أنا راض عن أهل الشام، قبحهم الله وبرحهم، أليسوا الذين أحلوا حرم رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وقتلوا أهله ثم خرجوا إلى بيت الله الحرام فهدموا الكعبة وأوقدوا النار بين أحجارها وأستارها، عليهم لعنة الله.

ثم إن يزيدا [٦] خرج من البصرة واستخلف عليهم مروان، فأقبل حتى نزل واسط، واستشار أصحابه فقال: ما الرأي؟ فاختلفوا عليه، فأقام أياما بواسط ثم خرج.

وفي هذه السنة حج بالناس [٧] عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، وهو عامل يزيد على


[١] كذا في الأصلين. وفي الطبري: «عمرو بن يزيد» .
[٢] في الأصل: «مدركة» وما أوردناه من ت والطبري ٦/ ٥٨٦.
[٣] في الأصل: «أعظم جهادا» . وما أوردناه من ت.
[٤] في ت: «فهؤلاء والله» .
[٥] في الأصل: «بعث» . وما أوردناه من ت.
[٦] في الأصل: «وأن يزيد» . وما أوردناه من ت.
[٧] في ت: «وحج بالناس في هذه السنة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>