للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصاح صيحة وخر مغشيا عليه فلم يفق إلى أن مضى من الليل [هوي] [١] فلم يزل بقية ليلته باكيا، فلما كان اليوم الثاني وقد انفرد في بيت يبكي عليها جاءوا إليه فوجدوه ميتا.

أخبرتنا شهدة بنت أحمد الكاتبة، [قالت: أَخْبَرَنَا ابن السراج] [٢] بإسناده عن موسى بن جعفر:

أن يزيد بن عبد الملك بينا هو مع حبابة أسر الناس بها حذفها بحبة رمان أو بعنبة وهي تضحك، فوقعت في فيها فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت أو كادت تجيف، ثم خرج فدفنها وأقام أياما ثم خرج حتى وقف على قبرها وقال:

فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا ... فبالنفس أسلو عنك لا بالتجلد

ثم رجع فما خرج من منزله حتى خرج نعشه.

وقال يحيى بن أسقوط الكندي [٣] : ماتت حبابة فأحزنت يزيد بن عبد الملك، فخرج في جنازتها فلم تقله رجلاه، فأقام وأمر مسلمة فصلى عليها ثم لم يلبث بعدها إلا يسيرا حتى مات.


[١] ما بين المعقوفتين من هامش الأصل، وت.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل: وما أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «وعن يحيى بن أسقوط قال:» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>