للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يلزمني لما بعده، وأنا أرجو أن أقتل هذا وأدرك خالدا، وقد قال الله عز وجل: (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) ٩: ١٢٣ [١] فأتاه فقتله فنذر بهم الناس وعلموا أنهم خوارج فابتدروا هرابا.

وخرجت البرد إلى خالد، فأعلموه أن خارجة قد خرجت، فبعث إليهم جندا فالتقوا على الفرات فهزمهم البهلول، وارتحل إلى الموصل فخافه عامل الموصل [٢] ، فتوجه يريد هشاما، فخرجت إليه الأجناد فكانوا عشرين ألفا وهو في سبعين، فقاتلهم فقتل منهم جماعة، ثم عقد أصحابه [٣] دوابهم وترجلوا، فأوجعوا في الناس، ثم طعنه رجل فوقع، فقال أصحابه: ول أمرنا من يقوم به، قال: إن هلكت فأمير المؤمنين دعامة الشيباني فإن هلك فعمرو اليشكري [٤] ، ثم مات من ليلته، فلما أصبحوا هرب دعامة وخلاهم، فخرج عمرو اليشكري فلم يلبث أن قتل، ثم خرج العميري، فخرج إليه السمط بن مسلم، فانهزمت الحرورية، فتلقاهم عبيد أهل الكوفة وسفلتهم فرموهم بالحجارة حتى قتلوهم.

ثم خرج وزير السجستاني [٥] ، وكان مخرجه بالحيرة، فجعل لا يمر بقرية إلا أحرقها ولا أحد إلا قتله، وغلب على بيت المال، فوجه إليه خالد قائدا من أصحابه فقتل عامة أصحابه وارتث، فحمل إلى خالد، فقرأ عليه آيات من القرآن ووعظه، فأعجب خالد من كلامه فحبسه [٦] ، وكان يبعث إليه في الليالي فيؤتى به فيحادثه [٧] ، فبلغ ذلك هشاما وقيل: أخذ حروريا واتخذه سميرا، فغضب هشام وكتب إلى خالد يشتمه ويأمره بقتله وإحراقه. فشده وأصحابه بأطنان القصب، فصب عليهم النفط وأحرقهم بالنار، فما منهم إلا من اضطرب إلا هذا الرجل، فإنه لم يتحرك، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.


[١] سورة: التوبة، الآية: ١٢٣.
[٢] «فخافه عامل الموصل» : سقطت من ت.
[٣] في الأصل: «ثم عقدوا أصحابه» .
[٤] في ت: «فعمره اليشكري» .
[٥] كذا في الأصول، وفي الطبري: «وزير السختياني» .
[٦] في ت: «خالد بما سمع منه فحبسه» .
[٧] في ت: «فيحدثه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>