للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنفسه ووجوه خراسان] [١] فلم يزل يتوقف [٢] حتى وقعت الفتنة، فتحول نصر إلى قصره بما حاز [٣] ، وكان قد أتاه آت وأخبره أن الوليد قد قتل، ووقعت الفتنة بالشام.

وفي هذه السنة: وجه الوليد بن يزيد خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي واليا على المدينة ومكة والطائف، ودفع إليه إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي موثقين [٤] في عباءتين وأقامهما للناس في المدينة، ثم كتب الوليد إليه يأمره أن يبعث بهما إلى يوسف بن عمر وهو يومئذ عامله على العراق، فلما قدما عليه عذبهما حتى قتلهما، وقد كان رفع عليهما عند الوليد أنهما أخذا مالا كثيرا [٥] .

وفي هذه السنة: عزل يوسف بن محمد سعد بن إبراهيم عن قضاء المدينة، وولاها يحيى بن سعيد الأنصاري.

وفيها: قدم سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وقحطبة بن شبيب فلقوا محمد بن علي- في بعض قول أهل السير- فأخبروه بقصة أبي مسلم وما رأوا منه، فقال لهم: أحر هو أم عبد؟ فقالوا: أما عيسى فيزعم أنه عبد، وأما هو فيزعم أنه حر، فاشتروه وأعتقوه وأعطوا محمد بن علي مائتي ألف درهم، وكسى بثلاثين ألف درهم، فقال لهم: ما أظنكم تلقوني بعد عامكم هذا، فإن حدث بي حدث فصاحبكم إبراهيم بن محمد فإني أثق به لكم، وأوصيكم به خيرا، وقد أوصيته بكم فصدروا من عنده.

وفيها: قتل يحيى بن زيد بن علي بخراسان، وقد ذكرنا أنه مضى بعد موت أبيه إليها، وأقام ببلخ عند الحريش بن عمر وحتى هلك هشام وولي الوليد، فكتب يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار ليأخذ الحريش [بن عمرو] [٦] ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل العجلي يأمره بأخذ الحريش، فأخذه فسأله عن يحيى، فقال: لا علم لي به، فجلده ستمائة سوط، فقال ابنه: لا تقتل أبي وأنا أدلك عليه، فدله، فإذا هو في


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] تاريخ الطبري ٧/ ٢٢٥: «فلم يزل يتباطأ» .
[٣] في ت والطبري: «بما جان» .
[٤] في الأصل: «موثوقين» ، والتصحيح من الطبري وت.
[٥] «حتى قتلهما.... مالا كثيرا» . ساقط من ت.
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>