للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلوا أصفهان بمدينة يقال لها جي فاقتتلوا، فانهزم أهل الشام وقتلوا قتلا ذريعا، وقتل ابن ضبارة، وانهزم داود، وأصيب من عسكرهم ما لا يدري عدده من السلاح والمتاع والرقيق، ووجدوا عندهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير والخمر.

وفيها: كانت وقعة قحطبة بنهاوند بمن كان لجأ إليها من جنود مروان بن محمد.

وقيل: كانت هذه الوقعة بجابلق من أرض أصفهان يوم السبت لسبع بقين من رجب.

وذلك أن قحطبة أرسل إلى أهل خراسان الذين في مدينة نهاوند يدعوهم إلى الخروج إليه، فأعطاهم الأمان فأبوا، ثم أرسل إلى أهل الشام بمثل ذلك فقبلوا وبعثوا إليه: اشغل أهل المدينة حتى نفتح الباب وهم لا يشعرون. فشغل أهل المدينة بالقتال، ففتح أهل الشام الباب الذي كانوا عليه، فخرج أهل خراسان، فدفع قحطبة كل رجل منهم إلى رجل من قواد أهل خراسان، ثم أمر مناديه أن ينادي: من كان في يديه أسير ممن خرج إلينا من المدينة فليضرب عنقه وليأتنا برأسه، ففعلوا فلم يبق أحد من الذين كانوا هربوا من أبي مسلم وصاروا في ذلك الحصن إلا قتل، ما خلا أهل الشام فإنه أخلى سبيلهم، وأخذ عليهم الأيمان ألا يمالئوا عليه عدوا.

وفي هذه السنة: سار قحطبة نحو ابن هبيرة [١] ، وكان ابن هبيرة قد استمد مروان، وأقبل حتى نزلوا جلولاء، واحتفر الخندق الذي كانت العجم احتفرته أيام وقعة جلولاء، وأقام. وأقبل قحطبة حتى نزل قرماسين [٢] ، ثم سار إلى حلوان، ثم جاء إلى خانقين، ولم يزل حتى انتهى إلى الموضع الذي فيه ابن هبيرة.

وكان في هذه السنة: طاعون سلم [٣] بن قتيبة. قال الأصمعي: كان يمر في كل يوم بطريق المربد أحد عشر ألف نعش.

قال المدائني: كان هذا الطاعون في رجب واشتد في رمضان. وكان يحصى في سكة المربد كل يوم عشرة آلاف جنازة أياما، وخف في شوال.

وقال الأصمعي: مات في أول يوم سبعون ألفا، وفي الثاني نيف وسبعون ألفا،


[١] تاريخ الطبري ٧/ ٤١٠.
[٢] في ت: «قرمسين» . وما أوردناه من الطبري.
[٣] في الأصل: «سالم» . خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>