للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثغور والأطراف، والنظر في الخراج والنفقات ومصالح الرعية. فإذا صلى العصر جلس لأهل بيته، فإذا صلى العشاء نظر فيما ورد عليه من كتب الثغور والأطراف، وشاور سماره، وكانت ولاه البريد يكتبون إليه كل يوم بسعر القمح، والحبوب والإدام، وكل ما يقضي به القاضي في نواحيهم، وما يرد بيت المال وكل حدث، فإذا صلى المغرب يكتبون إليه بما كان ذلك اليوم، وإذا نظر في كتبهم، فإن رأى الأسعار على حالها أمسك، وإن تغير شيء منها كتب إلى العامل هناك وسأله عن العلة، فإذا ورد الجواب تلطف حتى يعود سعر ذلك البلد إلى حاله، وإن شك في شيء مما قضى به القاضي كتب إليه في ذلك وسأل [١] من بحضرته عن علمه، فإن أنكر شيئا كتب إليه يوبخه ويلومه.

فإذا مضى ثلث الليل قام إلى فراشه وانصرف سماره، فإذا مضى الثلث الباقي قام من فراشه، فأسبغ الوضوء [٢] ووقف في محرابه حتى يطلع الفجر.

وأول من اتخذ الخيش المنصور، وإنما كانت الأكاسرة تطين لها في الصيف سقف بيت في كل يوم، فتكون قائلة الملك فيه، وكان يؤتى بأطنان الخلاف طوالا غلاظا فيوضع حوالي السرير، ويؤتى بقطع الثلج العظام ما بين أضعافها، وكانت بنو أمية تفعل ذلك، فاتخذ المنصور الخيش.

وشكى إليه رجل من بعض عماله في قصة فوقع عليها: أكفني أمره وإلا كفيته أمرك.

ووقع إلى عامل آخر: قد كثر شاكوك وقل شاكروك [٣] فإما اعتدلت وإما اعتزلت.

قال أبو بكر الصولي: أول من وزر لبني العباس أبو سلمة الخلال، ثم خالد بن برمك، فلما توفي السفاح أقره المنصور مديدة، ثم استوزر أبا أيوب سليمان بن أبي سليمان المورياني [٤] ، ثم ولى الفضل [٥] بن الربيع بن يونس بعد أبي أيوب.


[١] في الأصل: «سألت» . وما أوردناه من ت.
[٢] في الأصل: «وضوءه» . وما أوردناه من ت.
[٣] في الأصل: «شاكرك» . وفي ت: «حامدوك» .
[٤] في الأصل: «المرزباني» . وما أوردناه من ت.
[٥] في الأصل: «أبو الفضل» . وما أوردناه من ت وهو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>