لا يتم المعروف إلا بثلاثة: تعجيله، وتصغيره، وستره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن القاسم قَالَ: حَدَّثَنَا حمد بْن أَحْمَد قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقسم قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الحسن/ بن ٥٤/ أالحسين الكاتب قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنِي الهيثم قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحاب جَعْفَر الصادق قَالَ: دخلت عَلَى جَعْفَر وموسى بين يديه وَهُوَ يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها أن قال: يا بني، اقبل وصيتي، واحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها تعش سعيدا، وتمت حميدا، يا بْني، إنه من قنع بما قسم لَهُ استغنى، ومن مد عينه إِلَى مَا فِي يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم الله له اتهم اللَّه فِي قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه. يا بْني، من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فِيهَا، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم. يا بْني، قل الحق لك وعليك، وإياك والنميمة، فإنها تزرع الشحناء فِي قلوب الرجال. يا بْني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُحْسِنِ بْن مُحَمَّد قَالَ: حَدَّثَنَا مسعود بْن ناصر السجستاني قَالَ: أَخْبَرَنَا سعيد بْن أبي عَمْرو البحتري قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبيدة يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن سهل البخاري يَقُول: سمعت صالح بْن مُحَمَّد يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عبيدة يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن يوسف يَقُول:
سمعت الثوري يَقُول: دخلت عَلَى جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصادق فقلت لَهُ: يا ابْن رسول الله، ما لي أراك قَدِ اعتزلت عَنِ الناس؟ قَالَ: يا سفيان، فسد الزمان، وتغير الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد، ثُمَّ أنشأ يَقُول:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب ... والناس بين مخاتل وموارب