للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٢/ أوفيها: / أمر المهدي بالزيادة فِي المسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الجامع بالبصرة، فزيد فِي مقدمته مما يلي القبلة، وعن يمينه مما يلي رحبة بْني سليم [١] ، وولى ذلك مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، وَهُوَ يومئذ والي البصرة.

وَفِيهَا [٢] : أمر المهدي بْنزع المقاصير، وتقصير المنابر وتصييرها إِلَى المقدار الَّذِي عليه مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [اليوم] [٣] ، وكتب بذلك إِلَى الآفاق فعمل به [٤] .

وَفِيهَا: أمر المهدي يعقوب بْن داود بتوجيه الأمناء فِي جميع الآفاق، ففعل وَكَانَ لا ينفذ للمهدي كتاب [٥] إِلَى عامل فيجوز حَتَّى يكتب يعقوب إِلَى ثقته وأمينه بإنفاذ ذلك [٦] .

وَفِيهَا: اتضعت منزلة أبي عبيد اللَّه وزير المهدي، وسبب ذلك أن الموالي كانوا يشنعون عليه عند المهدي ويحرضونه عليه، ولما رأى أَبُو عبيد اللَّه غلبة [٧] الموالي عَلَى المهدي، وخلوتهم به، ضم إِلَى المهدي رجالا من قبائل شتى من أَهْل الأدب والعلم وكانوا فِي صحابته، ولم يكونوا ليدعوا الموالي يخلون به، ولما تولى الربيع أمر البيعة للمهدي وقدم عَلَى أبي عبيدة، فلم يتحرك لَهُ ولم يكرمه ولم يسأله كيف كَانَ أمر البيعة، فابتدأ الربيع يحدثه، فَقَالَ: قَدْ بلغنا نبأكم، فخرج الربيع مجتهدا فِي أذى أبي عبيد اللَّه، فاتهم ابنه مُحَمَّد ببعض حرم المهدي، حَتَّى استحكمت الظنة عند المهدي بمحمد بْن أبي عُبَيْد اللَّه، فأمر فأحضر، فَقَالَ: يا مُحَمَّد، اقرأ، فاستعجمت عليه القراءة، فَقَالَ: يا معاوية، ألم تعلمني أن ابْنك جامع للقرآن، فَقَالَ: بلى، ولكن فارقني منذ سنين فنسي، فَقَالَ: قم فتقرب إِلَى الله تعالى بدمه. فذهب يقوم فوقع، فَقَالَ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد: إن رأيت يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أن تعفي الشَّيْخ، ففعل، وأمر به فضربت عنقه، ثُمَّ اتهم المهدي أبا عُبَيْد اللَّه فِي نفسه فَقَالَ لَهُ الرَّبِيع، قتلت ابْنه وليس ينبغي أن


[١] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٣٦.
[٢] «وفيها» ساقطة من ت.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٣٦.
[٥] «كتاب» ساقط من ت.
[٦] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٣٦.
[٧] في ت: «نقاقة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>