للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا أتطير أن أبكي بعد انصراف أمير المؤمنين، وأنا أستأذن فِي البكاء بحضرته، وانحدرت دموعه، بعد عقيب الكلام، وبكى بكاء شديدا، فقلت: يا هَذَا، أنا أعلم فيك سخاء نسميه حسن تدبير، فإن كَانَ بك مَا أهديته فهو مردود عَلَيْك. فحلف بأيمان عظيمة أنه مَا بكى لذلك، وَقَالَ: كيف أبكي عَلَى مَا أسر به، حيث جعلتني أهلا لقبوله، قلت: فلم؟ قَالَ: لم يبق مرتبة تنال إلا وقد نلتها وبلغتها بفضل أمير المؤمنين حَتَّى انتهت بي الحال إِلَى أن يعودني أمير المؤمنين أو يهنئني بحال تورده أو يصير إِلَى دعوتي، فلما كَانَ اليوم جمع لي أمير المؤمنين ذلك [١] ، فعلمت أني قَدْ بلغت النهاية وأنه ليس بعدها إلا الانحطاط، فبكيت لذلك فرققت لَهُ، وعلمت فضله، وقلت لَهُ: أما فِي أيامي فأنت آمن من ذاك، واعتقدت أن لا أنكبه، فلما رأى الربيع منزلته حسده، فجد فِي السعاية إلي به، والفساد بيننا، والحيلة عليه، إِلَى أن جرى فِي أمر ابْنه وإقراره بالزندقة مَا لم يسع معه إلا أن يقتل فقتله، وخفت أن يكون قَدِ استوحش لذلك، فلم آمنه عَلَى نفسي، فاحتجت إِلَى صرفه فصرفته وَكَانَ الأمر عَلَى ظنه من النقصان بعد التناهي [٢] .

وَفِيهَا [٣] : غزا الغمر بْن الْعَبَّاس الخثعمي فِي البحر [٤] .

وَفِيهَا: ولي نصر بْن مُحَمَّد بْن الأشعث السند مكان روح بْن حاتم، وشخص إليها، ثُمَّ عزل وولي مكانه مُحَمَّد بْن سليمان، فوجه إليها عَبْد الملك بْن شهاب المسمعي، وأبا نصر بْن مُحَمَّد عَلَى السند، فرجع إِلَى عمله، وإنما أقام بها عَبْد الملك ثمانية عشر يوما ورجع إِلَى البصرة [٥] .

وَفِيهَا استقضى المهدي عافية بْن يزيد الأزدي، فكان هو وابْن غلاثة يقضيان في ١١٣/ أعسكر المهدي بالرصافة، وَكَانَ القاضي/ بالمدينة الشرقية عُمَر بْن حبيب العدوي [٦] .

وَفِيهَا: عزل الفضل بْن صالح عَنِ الجزيرة واستعمل عَلَيْهَا عَبْد الصَّمَدِ بن علي،


[١] «أو يهنئني ... » حتى « ... أمير المؤمنين ذلك» ساقط من ت.
[٢] في ت: «التناجي» .
[٣] في ت: «وفي هذه السنة» .
[٤] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٠.
[٥] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٠.
[٦] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>