للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مسير المهدي مَعَ ابْنه هارون عزل عَبْد الصَّمَدِ بْن عَلِيّ عَنِ الجزيرة وولى مكانه زفر بْن عاصم الهلالي. وَكَانَ السبب أن المهدي سلك فِي سفرته هَذِهِ طريق الموصل وعلى الجزيرة عَبْد الصَّمَدِ، فلما بلغ أرض الجزيرة ولم يتلقه عَبْد الصَّمَدِ ولا هيأ لَهُ، ولا أصلح القناطر، فاضطغن ذلك عليه، فلما لقيه تجهمه وأظهر لَهُ جفاء فبعث إليه عبد الصمد بألطاف لم يرضها، فردها وازداد عليه سخطا، وأغلظ لَهُ، فرد عليه عَبْد الصَّمَدِ، فأمر بحبسه وعزله عَنِ الجزيرة، ولم يزل فِي حبسه إِلَى أن رضي عنه.

وأتي المهدي وَهُوَ بحلب بزنادقة فقتلهم وصلبهم وقطع كتبا كانت معهم، ثُمَّ عرض بها جنده، وأمر بالرحلة وأشخص جماعة ومن وافاه [١] من أَهْل بيته مَعَ ابْنه هارون إِلَى الروم وشيع المهدي ابْنه هارون حَتَّى قطع الدروب، وبلغ جيحان وارتاد بها المدينة الَّتِي تسمى المهدية، وودع هارون عَلَى نهر جيحان، فسار هارون حَتَّى نزل رستاقا من رساتيق أرض الروم، فِيهِ قلعة، فأقام عَلَيْهَا ثمانيا وثلاثين ليلة، ونصب عَلَيْهَا المجانيق، ففتحها اللَّه تعالى بعد أن أصاب الناس- يعني أهلها- عطش وجوع، وأصاب المسلمون قتل وجراح، وقفل هارون بالمسلمين [٢] .

وفي هَذِهِ السفرة صار المهدي/ إِلَى بيت المقدس فصلى فِيهِ [٣] .

وَفِيهَا: ولى المهدي ابْنه هارون المغرب كله وأذربيجان وأرمينية وجعل كاتبه عَلَى الخراج ثَابِت بْن موسى، وعلى رسائله يَحْيَى بْن خالد بْن برمك [٤] .

وَفِيهَا: عزل زفر بْن عاصم، عَنِ الجزيرة، وولى مكانه عَبْد اللَّه بْن صالح بْن عَلِيّ.

وعزل معاذ بْن مسلم عَنْ خراسان، ووليها المسيب بن زهير، وعزل يحيى الحرشي عَنْ أصبهان، وولى الحكم بن معبد مكانه.

وعزل سعيد بن دعلج عَنْ طبرستان والرويان، ووليها عُمَر بن العلاء. وعزل


[١] «ومن وافاه» ساقط من ت.
[٢] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٧- ١٤٨.
[٣] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٨.
[٤] انظر: تاريخ الطبري ٨/ ١٤٨- ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>