للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ بن المحسن القاضي قَالَ: أخبرنا أَبِي [١] قَالَ: حدثنا أبو الحسين علي بن هشام الكاتب/ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سعد مولى بني هاشم قَالَ: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن أشياخه قَالَ: كان عافية القاضي يتقلد للمهدي القضاء، وكان عافية عالما زاهدا، فصار إلى المهدي في وقت الظهر في يوم [٢] من الأيام وهو خال، فاستأذن عَلَيْهِ فأدخله، فإذا معه قمطرة فاستعفاه من القضاء واستأذنه في تسليم القمطر إلى من يأمر بذلك، فظن أن بعض الولاة [٣] قد غض منه، أو أضعف يده في الحَكَم، فقال لَهُ في ذَلِكَ، فقال لَهُ: ما جرى من هذا شيء، قَالَ: فما كان سبب استعفائك؟ قَالَ: كان يتقدم إلي خصمان موسران وجيهان منذ شهرين في قضية معضلة مشكلة، وكل يدعى بينة وشهودا، ويدلي بحجج تحتاج إلى تأمل وتثبت، فرددت الخصوم رجاء أن يصطلحوا أو يتبين لي وجه فصل ما بينهما. قَالَ: فوقف أحدهما من خبري على أني أحب الرطب السكر، فعمد في وقتنا- وهو أول/ أوقات الرطب- إلى أن جمع لي [٤] رطبا سكرا لا يتهيأ في وقتنا جمع مثله إلا [٥] لأمير المؤمنين، وما رأيت أحسن منه ورشا بوابي جملة دراهم على أن يدخل الطبق إلي ولا يبالي أن يرد، فلما دخل إلي أنكرت ذَلِكَ وطردت بوابي وأمرت برد الطبق، فلما كان اليوم تقدم إلي مع خصمه فما تساويا في قلبي ولا في عيني، وهذا يا أمير المؤمنين ولم أقبل فكيف يكون حالي لو قبلت، ولا آمن أن تقع علي حيلة في ديني فأهلك، وقد فسد [الناس] . [٦] فأقلني أقالك الله وأعفني، فأعفاه [٧] .

أخبرنا عبد الرَّحْمَن قَالَ: أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب. قال: أخبرنا محمد بن الحُسَين القطان، أخبرنا محمد بن الحسن [٨] بن زياد المقرئ أن داود بْن


[١] في الأصل: «أخبرنا أحمد أبي» .
[٢] في الأصل: «يوما» .
[٣] في تاريخ بغداد: (الأولياء) .
[٤] «لي» ساقطة من ت، وتاريخ بغداد.
[٥] «إلّا» ساقطة من ت.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] تاريخ بغداد ١٢/ ٣٠٨، ٣٠٩.
[٨] «القطان أخبرنا محمد بن الحسن» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>