للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن محمد الْقُرَشِيّ قَالَ: حدثنا علي بن الموفق، حدثنا منصور بن عمار قَالَ:

خرجت ذات ليلة فظننت أني قد أصبحت، فإذا علي ليل، فقعدت عند باب صغير، فإذا بصوت [١] شاب يبكي ويقول: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك/، ولقد عصيتك حين عصيتك، وما أنا بنكالك جاهل، ولا بعقوبتك متعرض، ولا بنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي، وغلبتني شقوتي، وغرني سترك المرخي علي، عصيتك حين عصيتك [٢] بجهلي، وخالفتك بجهدي، فالآن من عذابك من يستنقذني، وبحبل من أتصل إن قطعت حبلك عني؟ وا سوأتاه على ما مضى من أيامي في معصية ربي، يا ويلي كم أتوب وكم أعود، قد آن [٣] لي أن أستحي من ربي.

قال منصور: فلما سمعت كلامه، قُلْتُ: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ.. ٦٦: ٦ [٤] الآية، فسمعت صوتا واضطرابا شديدا، فمضيت لحاجتي، فلما أصبحت [٥] رجعت، وإذا أنا بجنازة علي الباب، وعجوز تذهب.

وتجيء، فقلت لها: من الميت؟ فقالت: اذهب [عني] [٦] لا تجدد علي أحزاني [٧] .

فقلت: إني رجل غريب. فقالت: هذا ولدي، مر بنا البارحة رجل [٨]- لا جزاه الله خيرا- فقرأ آية فيها ذكر النار، فلم يزل ولدي يضطرب ويبكي حتى مات.

قال منصور: هكذا والله صفة الخائفين يا ابن عمار.


[١] «بصوت» ساقطة من ت.
[٢] في ت: «ما عصيتك بجهلي» .
[٣] في ت: «قد حان» .
[٤] سورة: التحريم، الآية: ٦.
[٥] في ت: «أصبحنا» .
[٦] في ت: «إليك عني» وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في ت: «أجرا في» .
[٨] «رجل» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>