للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال هو:

من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور

فغضب بشار وقَالَ: ذهب والله بيتي، تأخذ المعاني التي قد تعبت فيها فتكسوها [١] ألفاظا أخف من ألفاظي!؟ لا أرضى عنك. فما زالوا يسألونه حتى رضي عنه [٢] .

أخبرنا [أبو منصور] القزاز [قال] : أخبرنا [أبو بكر أحمد بْن علي بْن ثابت] [٣] الخطيب [قَالَ:] أخبرنا الجوهري، [قَالَ] : / أخبرنا طلحة بن محمد بن عُمَر قَالَ: قال محمد بن داود بن الجراح: حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قَالَ: حدثني أحمد بن المبارك بن خَالِد قَالَ: حدثني الجواني [٤] الهاشمي قَالَ: حدثني أَبِي قَالَ: كان سلم قد كسب مالا بقصيدته التي مدح بها المهدي، التي أوّلها:

حضر الرحيل وشدّت الأحداج ... وحدابهنّ مشمر مزعاج

شربت بمكة من ذرى بطحائها ... ماء النبوة ليس فيه مزاج

وكان المهدي أعطى [هارون] [٥] بن أبي حفصة مائة ألف درهم، التي أولها [٦] :

طرقتك زائرة فحي خيالها.

فأراد أن ينقص سلما عن هذه الجائزة، فحلف سلم أن لا يأخذ إلا مائة ألف درهم، وألف درهم [٧] ، وقَالَ: تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخيروا بتقديم قصيدتي، فأنفذ له المهدي مائة ألف درهم، وألف درهم، فلما بلغ إلى زمان الرشيد.

قال قصيدته التي أولها [٨] : /

قل للمنازل بالكثيب الأعفر ... أسقيت غادية السحاب الممطر


[١] في ت: «فتكسرها» .
[٢] تاريخ بغداد ٩/ ١٣٩.
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] في ت: «الحراني» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] التي أولها» ساقطة من ت، وتاريخ بغداد.
[٧] «وألف درهم» ساقطة من ت.
[٨] في ت: «التي فيها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>