للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي ذَلِكَ سَدَادٌ مِنْ عِوَزٍ» . وكان المأمون متكئا] [١] فاستوى المأمون [٢] جالسا وقَالَ:

السداد لحن يا نضر، قُلْتُ: نعم ها هنا، وإنما لحن هشيم وكان لحانة، فَقَالَ: ما الفرق بينهما؟ قلت: السداد: القصد [٣] في الدين والسبيل. والسداد: البلغة، وكلما سددت به شيئا فهو سداد قَالَ: فتعرف العرب ذَلِكَ، قُلْتُ: نعم، هذا العرجي من ولد عثمان بن عفان يَقُولُ:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... اليوم كريهه وسداد ثغر

قَالَ: فأطرق المأمون مليا ثم قَالَ: قبح الله من لا أدب له، ثم قَالَ: أنشدني يا نضر أخلب بيت للعرب، قُلْتُ: قول ابن بيض يا أمير المؤمنين [٤] في الحكم بن مروان:

تقول لي والعيون هاجعة ... أقم علينا يوما فلم أقم

أي الوجوه انتجعت قلت لها ... وأي وجه إلا إلى الحكم

متى يقل حاجبا سرادقه ... هذا ابن بيض بالباب يبتسم

قد كنت أسلمت فيك مقتبلا ... فهات ادخل أعطى سلمي

قال المأمون للَّه درك لكأنما شق لك عن قلبي أنشدني/ أنصف بيت قالته العرب، قلت قول ابن أبي عروبة [المديني] [٥] :

إني وإن كان ابن عمي غائبا ... لمزاحم من خلفه وورائه

ومفيده نصري وإن كان أمرأ ... متزحزحا في أرضه وسمائه

وأكون واري سره فأصونه ... حتى يحن علي وقت أدائه [٦]

وإذا الحوادث أجحفت بسوامه ... قربت صحيحهما إلى جريان [٧]


[١] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأضفناه من ت.
[٢] «المأمون» ساقطة من ت.
[٣] في ت: «الفقه» .
[٤] «يا أمير المؤمنين» ساقطة من ت.
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٦] في ت: «أدانه» .
[٧] في ت: «حريانه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>