للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبت وعيني تستهل دموعها ... إليك ابن عمي من جفوني ومحجري

أصبت بأدنى الناس منك قرابة ... ومن هو لي زوج فعيل تصبري

أبى طاهر لا طهر الله طاهرا ... فما طاهر في فعله بمطهر

فأبرزني مكشوفة الوجه حاسرا ... وأنهب أموالي وأحرق آدري

وعز على هارون ما قد لقيته ... وما مر بي من ناقص الخلق أعور

تذكر أمير المؤمنين قرابتي ... فديتك من ذي قربة متذكر

فإن يك ما أسدي لأمر أمرته ... صبرت لأمر من قدير مقدر

وإن تكن الأخرى فغير مدافع ... إليك أمير المؤمنين فغبر

فلما قرأ الأبيات بكى وقَالَ: أنا والله طالب بثأر [١] أخي، قتل الله قتلته [٢] وكتب إليها في ظهر رقعتها:

يعز علي ما لاقيت فيه ... وأنت الأم خير الأمهات

ولم أرض الذي فعلوا إليه ... من القتل المخالف والشتات

أمرت بأخذ هذا الأمر منه ... وقبض يديه عن تلك الهنات [٣] /

وإني مثله لك فاعلميه ... على ما كان ما بقيت حياتي

وثأري بعد ثأر الله فيه ... سيذهب بالجبابرة العتاة

بنى لك جعفر بيتا منيعا ... وشيده بأعلى المكرمات

أمير المؤمنين ورثت حقا ... وأنت أميرة للمؤمنات

ثم عبر [٤] إليها فعزاها، وأكثر البكاء معها، فقالت: يا أمير المؤمنين: إن دواء دائي وباب مسألتي في غدائك اليوم [٥] عندي، فأقام وقعد، فأخرجت إليه من جواري محمد من تغنيه وسألته [٦] أن يأخذ منهن من يرتضيه، فغنت واحدة:


[١] في ت: «المطالب بثأر» .
[٢] في ت: «قاتله» .
[٣] هذا البيت ساقط من ت.
[٤] في الأصل: «ثم دخل» .
[٥] «اليوم» ساقطة من ت.
[٦] في ت: «وسألتهن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>