للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه تأليفه كتاب «المجاز» في القرآن وأنه قَالَ: يفسر كتاب الله [١] برأيه. قال: فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هُوَ؟ فركب حماره في ذلك [٢] اليوم ومر بحلقة [٣] الأصمعي فنزل عَن حماره، وسلم عليه، وجلس عنده وحادثه، ثم قال لَهُ: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز، أي شيء هُوَ؟ قال: هو هذا الذي نأكله ونخبزه، فقال له أبو عبيدة: قد فسرت كتاب الله برأيك، فإن الله تعالى يَقُولُ: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً ١٢: ٣٦ [٤] فقال الأصمعي:

هذا شيء بان لي فقلته [٥] ، لم أفسره برأيي. فقال أبو عبيدة: والذي تعيب علينا كله [شيء] [٦] بان لنا فقلناه ولم نفسره [٧] برأينا. ثم قام فركب حماره وانصرف [٨] .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا حمزة بْن مُحَمَّد [٩] بْن طاهر الدقاق قَالَ: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل [١٠] بن المأمون، أخبرنا أبو بكر بْن الأنباري قَالَ: حَدَّثَني أبي، حدثنا الحسن [١١] بن عليل العنزي قَالَ: أخبرنا أبو عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: دخلت على الرشيد/ فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتابا حسنًا في صفة «الخيل» [١٢] أحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتاب؟ تحضر فرسا ونضع أيدينا على عضو عضو منه ونسميه ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام، فرس. فأحضر فرس، فقام الأصمعي فوضع يده على عضو عضو ويقول: هذا كذا، قال فيه الشاعر كذا، حتى انقضى قوله.


[١] في ت: «يفسر القرآن» .
[٢] «ذلك» ساقطة من ت.
[٣] في ت: «ومر بحلفه» .
[٤] سورة: يوسف، الآية: ٣٦.
[٥] في ت: «فعلته» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في ت: «ولم نفسر» .
[٨] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٣/ ٢٥٥.
[٩] «بن محمد» ساقطة من ت.
[١٠] «محمد بن طاهر بن الفضل» ساقطة من ت.
[١١] في ت: «الحسين»
[١٢] في ت: «الخليل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>