للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقلت من خط أبي عبيد، عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قَالَ: حكى أبو الحسين بْن محمد [١] بن بكير، عن أبيه قال: كنا يوما عند الحسن بن سهل وبحضرته جماعة من أهل العلم منهم الأصمعي، وأبو عبيدة، والهيثم بن عدي وخلق كثير من الناس، وحاجب الحسن يعرض عليه الرقاع إلى أن وقع في خمسين رقعة، فلما فرغ من ذلك أقبل علينا فقال: قد فعلنا في يومنا خيرا كثيرا، ووقعنا في القصص بما فيه فرح لأهلها [وصلاح] [٢] ، ونحن نرجو أن نكون في ذَلِكَ مثابين فحدثونا [٣] في حق أنفسنا [فجعلنا] نذاكره [٤] العلم، فتكلم أبو عبيدة، والأصمعي وجرير بن حازم، والتج المجلس بالمذاكرة إلى أن بلغوا إلى ذكر الحفاظ من أصحاب الحديث، فأخذوا في [ذكر] [٥] الزهري، والشعبي، وقتادة، وسفيان. فقال أبو عُبَيْدة: وما حاجتنا إلى ذكر هؤلاء، وما ندري أصدق الخبر عنهم أم كذب، وبالحضرة رجل يزعم أنه ما أنسي شيئا قط [٦] ، وأنه ما يحتاج أن يعيد نظره في دفتر، إنما هي نظرة، ثم يحفظ ما فيه فعرض بالأصمعي، فَقَالَ الحسن: نعم والله يا أبا سعيد، إنك لتجيء من هذا بما ينكر جدا، فقال الأصمعي: نعم، ما أحتاج أن أعيد النظر في دفتر، وما أنسيت شيئا قط، فقال الحسن: فنحن نجرب هذا القول بواحدة/، يا غلام هات [٧] الدفتر الفلاني، فإنه جامع لكثير مما أنشدتناه وحدّثناه، فمضى الغلام ليحضر الدفتر، فقال الأصمعي: فأنا أريك ما هو أعجب من هذا، أنا أعيد القصص التي مرت وأسماء أهلها وتوقيعاتك فيها كلها، وامتحن ذلك بالنظر إليها. قال: وقد كَانَ الحسن قَالَ: عارضت [٨] بتلك التوقيعات لأنها أثبتت في دفتر الإثبات [٩] ، فأكبر ذلك من حضر واستضحكوا، فاستدعى الحسن


[١] في الأصل: «أبو الحسين بن عمرو» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «فخذوا بنا» .
[٤] ما بين المعقوفتين في الأصل تذاكروا. وفي ت: «فجعلنا يذاكروا» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] «قط» ساقطة من ت.
[٧] «هات» ساقطة من ت.
[٨] في ت: «وقد كان الحسن عارض» .
[٩] في ت: «في هذا الإثبات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>