للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما أنشد هذه القصيدة أمر له [١] بمائة ألف درهم وبكى وقال: لم أقض حقه والله لو أعطيته مائة ألف دينار ما كنت قاضيه حقه.

قال علي بن جبلة: وكنت لا أدخل على أبي دلف إلا يلقاني ببر/ فلما أفرط انقطعت عنه حياء منه، فبعث إلي أخاه يقول: لم هجرتنا؟ فكتبت إليه:

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة ... وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر

ولكنني لما أتيتك زائرا ... فأفرطت في بري عجزت عن الشكر

من الآن لا آتيك إلا مسلما ... أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر

فإن زدتني برا تزايدت [٢] جفوة ... ولم تلقني طول الحياة إلى الحشر

فلما وصلت إليه كتب إلي:

ألا رب ضيف طارق قد بسطته ... وآنسته قبل الضيافة بالبشر

أتاني يرجيني فما حال دونه ... ودون القرى من نائلي عنده ستري

وجدت [٣] له فضلا علي بقصده ... إلي [٤] وبرا يستحق به شكري

فلم يعد أن أدنيته وابتدأته ... ببشر وإكرام وبر على بر [٥]

وزودته مالا قليلا بقاؤه ... وزودني مدحا يدوم على الدهر

ثم وجه الأبيات مع وصيف يحمل كيسا فيه ألف دينار.

ومدح حميد الطوسي فبالغ في مدحه [٦] ، فقيل له: ما بلغت في مدح أحد، ما بلغت في مدح حميد فقال: وكيف لا أفعل؟ وأدنى ما وصل إلي منه أني أهديت إليه قصيدة في يوم نيروز فسر بها وأمر أن يحمل إلي كلما أهدي له، فحمل إلي ما قيمته مائة ألف درهم.


[١] في الأصل: «فلما أنشدها له أمر له» .
[٢] في ت: «فإنه زدتي برايدت» .
[٣] في ت: «وجدي» .
[٤] في ت: «إلا» .
[٥] هذا البيت ساقط من ت.
[٦] «في مدحه» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>