للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعمل بالحق فِي رعيتهم والتشمير لطاعة الله فيهم، والله يسأل أمير المؤمنين أن يوفقه لعزيمة الرشد وصريمته، والإقساط فيمَا ولاه الله من رعيته برحمته ومنته، وقد عرف أَمِير الْمُؤْمِنِينَ أن السواد [١] الأعظم من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر لَهُ ولا روية ولا استدلال لَهُ بدلالة الله وهدايته ولا استضاء [٢] بنور العلم وبرهانه فِي جميع الأقطار والآفاق، أهل جهالة باللَّه، وعمى عنه، وضلالة عن حقيقة دينه وتوحيده والإيمَان بِهِ، ونكوب عن واضحات أعلامه، وواجب سبيله، وقصور أن يقدروا الله حق قدره، ويعرفونه كنه معرفته [٣] ، ويفرقوا بينه وبين خلقه، لضعف آرائهم، ونقص عقولهم ٩/ أوجفائهم عن التفكير والتذكير [٤] ، وذلك [٥] أنهم ساووا [٦] بين الله/ عز وجل وبين مَا أنزل من القرآن، فاطبقوا مجتمعين، واتفقوا غير متعاجمين، عَلَى أنه قديم أول لم يخلقه الله ويحدثه ويخترعه، وقد قَالَ تعالى [٧] فِي محكم كتابه: الذي جعله لمَا فِي الصدور شفاء، وللمؤمنين رحمة وهدى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ٤٣: ٣ [٨] فكل مَا [٩] جعله الله فقد خلقه.

وقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ٦: ١ [١٠] .

وقال عز وجل: كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ ٢٠: ٩٩ [١١] فأخبر أنه قصص لأمور تلا به متقدّمها.

وقال: الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ من لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١١: ١ [١٢] وكل محكم [١٣] مفصّل فله محكم ومفصّل [١٤] ، والله محكم كتابه ومفصّله فهو خالقه ومبتدعه.


[١] في ت: «أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر» .
[٢] في ت: «الاستضاء» .
[٣] في الطبري: «ويعرفوه كنه معرفته» .
[٤] في الطبري: «التفكر والتذكر» .
[٥] «وذلك» ساقطة من ت.
[٦] في ت: «ساوا» .
[٧] في ت: «وقد قال الله عز وجل» .
[٨] سورة: الزخرف، الآية: ٣.
[٩] في الأصل: «فكلما» .
[١٠] سورة: الأنعام، الآية: ١.
[١١] سورة: طه، الآية: ٩٩.
[١٢] سورة: هود، الآية: ١.
[١٣] «محكم» ساقطة من ت.
[١٤] «مفصل» ساقطة من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>