للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمَا ولي المعتصم، بعث إليه أبا سعيد محمد بْن يوسف إِلَى أردبيل، وأمره أن يبني الحصون التي خرّبها بابك فيها بين زنجان وأردبيل، ويجعل فيها الرجال مسالح لحفظ الطريق لمن يجلب الميرة إِلَى أردبيل، فتوجه [١] أبو سعيد لذلك، وبنى الحصون، فوجه بابك سريّة [٢] لَهُ فِي بعض غاراته، وجعل أميرهم رجلا يقال لَهُ:

معاوية، فخرج فأغار عَلَى بعض النواحي ورجع منصرفا، فبلغ ذلك أبا سعيد محمد بْن يوسف، فجمع الناس، وخرج إليه، فعرض له في بعض الطريق، فواقعه [٣] ، فقتل من أصحابه جمَاعة، وأسر منهم جمَاعة، واستنقذ مَا كَانَ حواه، فهذه أول هزيمة كانت عَلَى أصحاب بابك، وبعث أبو سعيد الأسرى والرءوس [٤] إِلَى المعتصم [٥] .

ثم كانت أخرى لمحمد بْن البعيث، وَكَانَ فِي قلعة حصينة، وَكَانَ مصالحا لبابك إذا توجهت سراياه نزلت به، فأضافهم، فوجه بابك رجلا يقال لَهُ: عصمة فِي سرية، فنزل بابن البعيث، فأقام لَهُ الضيافة عَلَى العادة، وبعث إلى عصمة/ أن يصعد إليه في ٢٤/ ب خاصته ووجوه أصحابه، فصعد فغداهم وسقاهم حَتَّى أسكرهم، ثم وثب عَلَى عصمة فاستوثق منه، وقتل من كَانَ معه من أصحابه، وأمره أن يسمي رجلا رجلا [٦] من أصحابه باسمه، فكان يدعى [٧] الرجل باسمه [٨] فيصعد، فيضرب عنقه، حَتَّى علم الباقون فهربوا، ووجه بعصمة إِلَى المعتصم، فلم يزل محبوسا إلى أيام الواثق [٩] .

فندب المعتصم الأفشين للقاء بابك، وعقد لَهُ عَلَى الجبال كلها، ووصف [١٠] لَهُ كل يوم يركب فيه عشرة آلاف درهم صلة [١١] ، ويومَا لا يركب خمسة آلاف درهم، سوى الأرزاق والأنزال والمعاون ومَا يتصل إليه من أعمَال الجبال، وأجازه عند خروجه بألف ألف درهم فقاومه الأفشين سنة، وانهزم من بين يديه غير مرة، ولمَا وصل [١٢] الأفشين إِلَى برزند عسكر بِهَا، ورمّ الحصون مَا بين برزند، وأردبيل، وأنزل محمد بْن يوسف بموضع


[١] في ت: «فوجه» .
[٢] في ت: «وبعث سرية له» .
[٣] في ت: «فعامله» .
[٤] «الرءوس» ساقطة من ت.
[٥] تاريخ الطبري ٩/ ١١، ١٢.
[٦] «رجلا» ساقطة من ت.
[٧] في ت: «يدعو» .
[٨] «باسمه» ساقطة من ت.
[٩] تاريخ الطبري ٩/ ١٢.
[١٠] في ت: «وأطلق» .
[١١] «صلة» ساقطة من ت.
[١٢] في ت: «ولما صار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>