للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام. ثم خصص للأمم بعد النبوات جانبا، فهو مرة يفصّل، ومرة يوجز، فهو عند تناوله للحوادث المتعلقة بالعرب وبخاصة بين عرب الحيرة والزباء، ولكنه أغفل الحياة الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية، ولم يذكر من أيام العرب سوى الفجار أثناء حديثه عن السيرة النبويّة، ولم يشر إلى شعراء العرب، وأصحاب المعلقات، سوى امرئ القيس الّذي ورد ذكره عند حديثه عن كسرى أنوشروان، وقد أوجز في حديثه عن عرب الأنبار وعلاقتهم بطسم وجديس، وذكر زرقاء اليمامة، ولم يغفل علاقة الزباء السياسية بعمرو بن عدي، معتمدا في ذلك على ابن الكلبي.

هذا وقد أطال ابن الجوزي في تاريخ الفرس وملوكهم حيث تناولهم الواحد بعد الآخر، موليا لكسرى أنوشروان أهمية بارزة.

أما دولة الروم فلم يعطها أهمية كبيرة، وإنما ذكر بعض حوادث الروم وعلاقاتهم مع الفرس، وبناء القسطنطينية.

ولم يذكر من ملوك اليونان سوى الإسكندر المقدوني وبطليموس، وجانب من الحياة العلمية عند اليونان.

وأغفل ابن الجوزي تاريخ الصين ومصر خلافا لسلفيه اليعقوبي والمسعودي، وقد تأثر في ذلك بالطبري.

وخصص بعد ذلك الإمام ابن الجوزي جانبا كبيرا من «المنتظم» للسيرة النبويّة تناول فيها مرحلة المولد وما كان فيها من أحداث، ثم مرحلة النبوة، وقد انتهج في مرحلة النبوة منهجا مختلفا ابتداء من السنة الأولى من النبوة ولمدة ثلاث عشرة سنة.

ثم بعد ذلك مرحلة الهجرة والّذي بدأ به منهجا آخر ابتداء بالسنة الأولى من الهجرة وحتى نهاية الكتاب، فهو يذكر حوادث كل سنة ويختمها بوفيات هذه السنة، فيقول عند الحوادث: (ثم دخلت سنة ... ) وعند ذكر الوفيات: (ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر) ويتخلل ذلك فصول وأبواب عن أشهر الحوادث.

وبعد الانتهاء من عصر الرسالة وتقصّي أحداثها بدقة واستفاضة تناول ابن الجوزي العصر الراشدي متناولا الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت خلال هذه الفترة، فتناول حركات الردة، وحوادث الجزيرة، وحركات التحرير في العراق وبلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>