للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحييه، وغمضته، وسجيته، ووجهته إِلَى القبلة، وجاء الفراشون فأخذوا مَا تحته فِي المجلس ليردوه إِلَى الخزائن، لأن جميعه مثبت عليهم، وترك وحده فِي البيت، وقال لي ابْن أبي دؤاد القاضي: إنا نريد أن نتشاغل بعقد البيعة، ولا بد أن يكون أحدنا يحفظ الميت إِلَى أن يدفن، فأحب أن تكون أنت ذلك الرجل، وقد كنت [من] [١] أخصهم به في حياته، وذلك أنه اختصني واصطنعني حَتَّى لقبني الواثقي باسمه، فحزنت عَلَيْهِ حزنا شديدا، وقلت: دعوني وامضوا، فرددت باب المجلس وجلست فِي الصحن عند الباب أحفظه، وَكَانَ المجلس فِي بستان عظيم أجربة [٢] ، وَهُوَ بين بساتين، فأحسست بعد ٨١/ ب ساعة فِي البيت بحركة أفزعتني، فدخلت أنظر ما هي، وإذا بجرذون [٣] من دواب/ البستان قد جاء حَتَّى استل عين الواثق فأكلها فقلت: لا إله إلا الله، هَذِهِ العين التي فتحها منذ ساعة فاندق سيفي لها هيبة [٤] صارت طعمة لدابة ضعيفة!! قَالَ:

وجاءوا فغسلوه بعد ساعة، فسألني ابْن أبي دؤاد عن سبب عينه، فأخبرته. قَالَ:

والجرذون دابة أكبر من اليربوع [قليلا] [٥] .

وقد روي فِي سبب موته خبر طريف:

أَخْبَرَنَا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، حدثنا أبو يعقوب الحافظ، أَخْبَرَنَا أبو العباس أحمد بْن محمد بْن الحسن الرازي، حَدَّثَنَا أبو الْحُسَيْن أحمد بْن محمد بْن معاوية الرازي، حَدَّثَنَا بكر بْن عبد الله بْن حبيب قَالَ: سمعت مِسْعَر [٦] بْن محمد بْن وهب يحدث أبي عن المتوكل قَالَ: كَانَ الواثق يحب النساء وكثرة الجمَاع، فوجه يومَا إِلَى ميخائيل الطبيب، فدعا به [٧] ، فدخل عَلَيْهِ وَهُوَ نائم [٨] فِي مشرفة لَهُ [٩] وعليه قطيفة خز، فوقف بين يديه، فَقَالَ:

يَا ميخائيل، أبغني دواء للباه، فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، بدنك، فلا تهده [بالجمَاع] [١٠] ، فإن كثرة الجمَاع تهد [١١] البدن ولا سيمَا إذا تكلف الرجل ذلك، فاتق الله في بدنك وأبق


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] في ت: «أحدثه» .
[٣] في ت: «بجرذ» .
[٤] في ت: «لهيبته» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٤/ ١٩- ٢٠ والكامل ٦/ ٩٢.
[٦] في ت: «مسعود» .
[٧] في ت: «فدعاه» .
[٨] في ت: «قائم» .
[٩] «في مشرفة له» ساقطة من ت.
[١٠] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١١] في ت: «يهدم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>