للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رب، سل عبدك هَذَا لم قيدني! وروع أهلي وولدي وإخواني [من غير شيء] [١] أوجب ذلك علي؟ وبكى الشيخ، وبكى الواثق، وبكينا، ثم سأله الواثق أن يجعله فِي حل وسعة ممَا ناله [٢] ، فَقَالَ لَهُ الشيخ: / والله يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ لقد جعلتك فِي حل وسعة من أول يوم [٣] إكرامَا لرَسُول اللَّهِ [٤] صلى الله عَلَيْهِ وسلم، إذ كنت رجلا [٥] من أهله. فَقَالَ الواثق: لي إليك حاجة. فَقَالَ الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت، فَقَالَ: تقيم قبلنا، فننتفع بك وينتفع [بك فتياننا] [٦] فَقَالَ الشيخ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، إن ردك إياي إلي الموضع الذي أخرجني عنه هَذَا الظالم أنفع [٧] لك من مقامي [عندك] [٨] ، وأخبرك بمَا فِي ذلك: أصير إِلَى أهلي وولدي، وأكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم عَلَى ذلك. فَقَالَ لَهُ الواثق: فتقبل منا صلة تستعين بِهَا عَلَى رجوعك [٩] ودهرك؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، لا تحل لي، أنا عنها غني، وذو مرة سوي. فَقَالَ: سل حاجة [١٠] . قَالَ: أو تقضيها؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فأذن لي [١١] أن يخلى سبيلي [١٢] الساعة إِلَى الثغر. قَالَ: إني قد أذنت لك. فسلم وانصرف [١٣] . قَالَ [صالح بْن علي قَالَ] [١٤] المهتدي [١٥] : فرجعت عن هَذِهِ المقالة، وأظن أن الواثق قد كَانَ رجع عنها [منذ ذلك الوقت] [١٦] .


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] في ت: «مما قاله» .
[٣] «وسعة من أول يوم» ساقطة من ت.
[٤] في ت: «للرسول صلّى الله عليه وسلّم» .
[٥] «رجلا» ساقطة من ت.
[٦] في الأصل وتنتفع بنا.
[٧] في ت: «منه أنفع» .
[٨] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٩] «رجوعك» ساقطة من ت.
[١٠] في ت: «سل حاجتك» .
[١١] في ت: «فأذن الى» .
[١٢] في ت: «يخلى لي السبيل» .
[١٣] في ت: «وانصرف» .
[١٤] ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد.
[١٥] في الأصل: «المقتدي» .
[١٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٠/ ٧٥- ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>