للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارق أحبابه مما انتفعوا ... بالعيش من بعده ولا انتفعا [١]

ومات في ذلك المنزل على يوم من حلب، ومن شعره المستحسن:

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدن حمرا على حمر

[سلمن وأسلمن القلوب كأنما ... تشك بأطراف المثقفة السمر

وقلن لها نحن الأهلة إنما ... نضيء لمن يسري بليل ولا يغري

ولا بذل إلا ما تزود ناظر ... ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري

خليلي ما أحلى الهوى وأمره ... وأعلمني بالحلو فيه وبالمر] [٢]

كفى بالهوى شغلا وبالشيب زاجرا ... لو أن الهوى ما ينهنه بالزجر

بما بيننا من حرمة هل رأيتما ... أرق من [٣] الشكوى وأقسى من الهجر

وأفضح من عين المحب لسره ... ولا سيما أن طلعت عبرة تجري

وإنا لممن سار بالثغر ذكره ... ولكن أشعاري يسير بها ذكري

وما كل [٤] من قاد الجياد يسوسها ... ولا كل من أجرى يُقَالُ له مجري

ولكن إحسان الخليفة جعفر ... دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر

وفرق شمل المال جود يمينه ... على أنه أبقى له أجمل الذكر

إذا ما أمال الرأي أدرك فكره ... غرائب لم تخطر ببال [٥] ولا فكر

ولا يجمع الأموال إلا لبذلها ... كما لا يساق الهدي إلا إلى النحر

ومن قَالَ إن القطر والبحر أشبها ... فقد أثنى على البحر والقطر

أغير كتاب الله تبغون شاهدا ... لكم يا بني العباس بالمجد والفخر

كفاكم بأن الله فوض أمره ... إليكم وأوحى أن أطيعوا أولي الأمر


[١] تاريخ بغداد ١١/ ٣٦٩.
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «بين الشكوى» .
[٤] في ت: «ولا كل» .
[٥] في ت: «برأي ولا فكر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>