للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجتي إلى ذلك، فقال: ما أمرت أن أخرج السر المكنون إلى [كل] [١] أحد إلا بعد الثقة به، والعهد إليه، فقال لَهُ: [٢] فاذكر عهدك، فإني ملتزم له. فقال: أن تجعل لي وللإمام على نفسك عهد الله وميثاقه أن لا تخرج سر الإمام الذي ألقيه إليك ولا تفشي سري أيضا. فالتزم حمدان عهده، ثم اندفع الداعي في تعليمه فنون جهل، حتى استدرجه واستغواه واستجاب له في جميع ما دعاه إليه، ثم انتدب [٣] للدعوة، وصار أصلا من أصول هذه البدعة فسمى أتباعه القرمطية.

وأما تسميتهم بالخرمية: فإن خرم لفظ أعجمي ينبئ عن الشيء المستلذ الذي يشتهيه الآدمي، وكان هذا لقبا للمزدكية [٤] وهم أهل الإباحة من المجوس الذين نبغوا في أيام قباذ على ما ذكرنا، فأباحوا المحظورات فلقب هؤلاء بلقب أولئك لمشابهتهم إياهم في اعتقادهم ومذهبهم.

وأما تسميتهم بالبابكية: فإن طائفة منهم تبعوا بابك الخرمي، وكان قد خرج في ناحية آذربيجان في أيام المعتصم واستفحل، [٥] فبعث إليه المعتصم الأفشين فتخاذل عن قتاله، وأضمر موافقته في ضلاله، فاشتدت وطأة البابكية على المسلمين، إلى أن أخذ بابك وقتل على ما سبق شرحه.

وقد بقي من البابكية/ جماعة يُقَالُ إن لهم في كل سنة [ليلة] [٦] يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم، فيطفئون المصابيح، ويتناهبون النساء، ويزعمون أن من أخذ امرأة استحلها بالاصطياد.

فأما تسميتهم بالمحمرة: فيذكر عنهم أنهم صبغوا الثياب بالحمرة أيام بابك، وكانت شعارهم.


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] في ك: «فقال» .
[٣] في الأصل: «ثم امتدت» .
[٤] في ك: «للمزدلفة» .
[٥] في ك: «فاستحل» .
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>