للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما حكاية شيء لا خفاء به ... جاء القياس فألوي بالأسانيد

لا تحسبوني لشيء غير أنفسكم ... مغري بتجديد مدح بعد تجديد

لكن كما راقت القمري جنته ... فظل يتبع تغريدا بتغريد

أحبكم لخلال لا لنعمتكم ... عندي وإن أصبحت عون المجاهيد

أفسدتموني لا إفساد تنحية ... للخير عني بل إفساد تعويد

وزهدتني أياديكم وفضلكم ... في كل شيء سواها أي تزهيد

وله أيضا في مديحه:

وفي الرقاب وسوم من صنائعكم ... أن أنكرتها رجال بعد إقرار

تستعبدون بها الأحرار دهركم ... فكم عبيد لكم في الناس أحرار

تخادعون عن الدنيا مساترة ... كأن معروفكم إيداع أسرار

إن كان أورق أقوام فإنكم ... مفضلون بتنوير وأثمار

كأنما الناس في الدنيا بظلكم ... قد خيموا بين جنات وأنهار

لكم خلائق لو تحظى السماء بها ... لما الاحت نجوما غير أقمار

ومستخف بقدر الشعر قلت له ... لن ينفق العطر إلا عند عطار

ابني البديع واهديه إلى ملك ... يبني الرفيع وما يبني بأحجار

يكسى المديح ولم يعور تجرده ... ككعبة الله لا تكسى لا عوار

وقال أيضا:

ولي وطن آليت أن لا أبيعه ... بشيء ولا ألفي له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن بان غودرت هالكا

وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

وقال أيضا:] [١]

تخذتكم درعا حصينا [٢] لتدفعوا ... نبال العدى عني فكنتم نصالها [٣]


[١] إلى هنا الساقط من الأصل.
[٢] في الأصل: «حصنا منيعا» .
[٣] في الأصل: «نبالها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>