للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتوا راعي بقر، فقالوا له، فَقَالَ: لا، ولكني رأيت من بقري شيئا لم أره، رأيتها سجدت نحو هَذَا الوادي.

قَالَ: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ، قالَتْ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا ١٩: ٢٣ [١] فناداها جبريل: لا تحزني، فوضعته، وقطعت سرته ولفته فِي خرقة وحملته.

قَالَ وهب بْن منبه: لما كانت الليلة التي ولد فيها عِيسَى أصبحت الأصنام فِي جميع الأرض منكسة عَلَى رءوسها، كلما ردوها عَلَى قوائمها انقلبت، فحارت الشياطين لذلك ولم تعلم السبب، فشكت إِلَى إبليس فطاف الأرض ثم عاد، فَقَالَ: رأيت مولودا والملائكة قد حفت به، فلم أستطع أن أدنو إليه، ومن أعظم أمره أن اللَّه عز وجل [٢] كتمني أمره، ولم تضع أم [٣] إلا وأنا حاضرها [٤] .

أَخْبَرَنَا ابْنُ الحصين، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قال: حدثني أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلا ابْنُ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ» . قَالَ أَبُو هريرة: اقرأوا إِنْ شِئْتُمْ: وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ٣: ٣٦ [٥] .

أخرجاه في الصحيحين [٦] .


[١] سورة: مريم، الآية: ٢٣.
[٢] في ت: «الله تعالى» .
[٣] في الأصل: «أمي» وهي ساقطة من ت.
[٤] أورد القصة مختصرة: الطبري في تاريخه ١/ ٥٩٥، ٥٩٦.
[٥] سورة: آل عمران، الآية: ٣٦.
[٦] حديث: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ ... » أخرجه الإمام أحمد في المسند. ٢/ ٢٧٤ والبخاري ٥ تفسير سورة آل عمران ومسلم كتاب الفضائل الباب ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>