للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسين بْن قاضى القضاة أبي عمر ألف وثمانمائة شاهد، ليس فيهم من شهد إلا بفضيلة محضة في دين، أو علم، أو مال، أو شرف.

أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا أحمد بن على، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الصَّمَدِ بْن مُحَمَّد بْن [١] مُحَمَّد بْن نصر قَالَ: قَالَ لنا إسماعيل [٢] بْن سعيد المعدل: كَانَ أَبُو عمر القاضي، يقول: ما زلت مروعا من مسأله تجيئني من السلطان حتى نشأ أَبُو الحسين ولدي.

أَخْبَرَنَا عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ النصيبي، أن جعفر بْن ورقاء حدثهم، قَالَ: عدت من الحج أنا وأخي [٣] فتأخر عن تهنئتي [٤] القاضي أَبُو عمر وابنه أَبُو الحسين، فكتبت إليهما:

أأستجفي أبا عمر وأشكو ... وأستجفي فتاه أبا الحسين

بأي قضية وبأي حكم ... الحّا في قطيعة واصلين

فما جاءا ولا بعثا بعذر ... ولا كانا لحقى موجبين

فإن نمسك ولا نعتب تمادى ... جفاؤهما لأخلص مخلصين

وإن نعتب فحق غير أنا ... نجل عن العتاب القاضيين

فوصلت الأبيات إلى أبي عمر، وهو على شغل، فأنفذها إلى أبي الحسين، وأمره بالجواب عنها، فكتب إلي:

تجن واظلم فلست منتقلا ... عن خالص الود أيها الظالم

ظننت بي جفوة عتبت لها ... فخلت أنى لحبلكم صارم

حكمت بالظن والشكوك ولا ... يحكم بالظن فالهوى حاكم

تركت حق الوداع مطّرحا ... وجئت تبغي زيارة القادم


[١] في ت: «عبد الصمد بن علي بن محمد» .
[٢] في ت: «قال: أخبرنا عبد الرحمن إسماعيل» .
[٣] «أنا وأخي» : ساقطة من ص، ل.
[٤] في ك: «فتأخر عن تهنئتنا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>