للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الخميس لثلاث [١] بقين من جمادى الآخرة: انحدر معز الدولة إلى دار الخلافة فسلم على الخليفة، وقبل الأرض، وقبل يد المستكفي، وطرح له كرسي فجلس، ثم تقدم رجلان من الديلم فمدا أيديهما إلى المستكفي وطالبا بالرزق فلما مدا أيديهما ظن أنهما يريدان تقبيل يده فناولهما يده [٢] فجذباه فنكساه من السرير، ووضعا عمامته في عنقه [٣] وجراه ونهض معز الدولة واضطرب الناس ودخل الديلم [٤] إلى دور الحرم، وحمل المستكفي راجلا إلى دار معز الدولة [٥] فاعتقل بها وخلع من الخلافة، ونهبت الدار حتى لم يبق بها [٦] شيء، وسمل المستكفي، وكانت مدة خلافته [٧] سنة وأربعة أشهر ويومين، وأحضر الفضل بن المقتدر يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة فبويع ولقب المطيع للَّه [٨] .


[١] في ت، ك: «لثمان بقين» .
[٢] «فناولهما يده» سقط من ك.
[٣] في الأصل: «في خلفه» .
[٤] «في عنقه وجراه ونهض معز الدولة واضطرب الناس ودخل الديلم» ساقط من ت.
[٥] في ت: «إلى دار الأمير معز الدولة» .
[٦] في كل الأصول ما عدا الأصل: «لم يبق فيها» .
[٧] في باقي النسخ: «مدته في الخلافة» .
[٨] إلى هنا تنتهي نسخة كوبر لي (ك) . وكتب في خاتمتها ما نصه:
«آخر الجزء الثالث من كتاب المنتظم والحمد للَّه رب العالمين، ويتلوه في الجزء الرابع إن شاء الله:
باب: خلافة المطيع للَّه واسمه الفضل بن جعفر، ويكنى أبا القاسم. تم آخر الأجزاء من كتاب التواريخ بحمد الله وحسن توفيقه وقت الضحى في يوم الأحد العاشر من الشهر المبارك جمادى الآخر في سنة أربع عشرة وسبعمائة بدار الفتح القيمرية في الخانقاه الأمينية حميت عن البلية على يدي العبد الضعيف الفقير العاجز المسكين خادم أهل القلوب تراب قدم أهل التصوف: إبراهيم بن يوسف بن عبد الصمد المتصوف السرواني أبوه، أحسن الله عاقبته وغفر له ولوالديه ولصاحب الكتاب ولقارئه ولجميع المؤمنين والمؤمنات ويرحم الله عبدا قال: آمين.
قال بعضهم:
خلعت على الكتاب سواد عيني ... فعوضني بياض الناظرين
كسوت بياضه بردي شبابي ... فألبسني رداء كاللجين
حتى أمسى رضي البال خلوا ... وأقضي من غريم النسخ ديني
رب اختم بخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>