للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جحدر بن دلف، وهو من أهل أشروسنة، من قرية بها يقال لها: شبلية [١] كان خاله أمير الأمراء بالإسكندرية وولد [٢] الشبلي بِسُرَّ مَنْ رَأَى [٣] وكان حاجب [٤] الموفق، فجعل لطعمته دماوند وكان أبوه حاجب الحجاب، حضر الشبلي يوما مجلس خير النساج فتاب، ثم رجع إلى دماوند فقال: إن الموفق ولاني بلدتكم فأجعلوني في حل. ففعلوا.

وصحب الفقراء وكان الجنيد يقول: تاج هؤلاء القوم الشبلي.

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] [٥] أخبرنا أبو بكر بن ثابت، أخبرنا علي بن محمود الزوزني قال: سمعت علي بن المثنى التميمي يقول: دخلت على الشبلي في داره يوما وهو يهيج ويقول:

على بعدك لا يصبر ... من عادته القرب

ولا يقوى على حجبك ... من تيمه الحب

فإن لم تبصرك [٦] العين ... فقد يبصرك القلب

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هوازن قَالَ: سمعت أبا حاتم محمد بن أحمد بن يحيى يقول: سمعت عبد الله بن علي التميمي يقول: سأل جعفر بن نصير [٧] بكران الدينَوَريّ- وكان يخدم الشبلي- ما الَّذِي رأيت منه؟ يعني عند وفاته. قال: قال لي: علي درهم مظلمة تصدقت عن صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه، ثم قال: وضئني للصلاة. ففعلت [٨] فنسيت تخليل لحيته، وقد أمسك عن لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات، فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة؟ [أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن


[١] في الأصل: «شبلة» .
[٢] في الأصل: «ولد» .
[٣] في الأصل: «بسر من رأى بالإسكندرية.
[٤] في الأصل: «صاحب» .
[٥] «بن محمد» سقطت من الأصل.
[٦] في المطبوعة: «فإن لم ترك» وكذلك في ت، ص، ل.
[٧] في ت: «جعفر بن ناصر» .
[٨] «ففعلت» سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>