للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والحرب والضرب والقرطاس والقلم

فقال له: قتلتني قتلك الله، والله لا انهزمت اليوم، ثم رجع كارًّا علينا فطعن زعيمنا في عنقه فقتله، واختلفت عليه الرماح فقتل، فرجعنا إلى الغنائم، وكنت جائعا فلم يكن لي هم إلا السفرة، فأخذت آكل منها، فجاء أبي فضربني بالسوط، وقال:

الناس في الغنائم وأنت مع بطنك؟ اكفأ ما في الصحاف، وأعطنيها، فكفأت ما فيها ودفعتها إليه، وكانت فضة، ورميت بالدجاج والفراخ في حجرتي.

والثالث: أن المتنبي هجم على ضبّه الأسدي فقال:

ما أنصف القوم [١] ضبَّه. وأمه الطرطبَّه فبلغته فأقام له في الطريق مَنْ قتله، وقتل ولده، وأخذ ما معه، وكان ضبة يقطع الطريق. ذكره هلال بن المحسن الصابي.

وأشعاره فائقة الحسن، رائعة [٢] الصناعة، وقد ذكرت من منتخبها أبياتًا كعادتي عند ذكر كل شاعر. [أذكره، فمن ذلك قوله] [٣] .

حاشى [٤] الرَّقيبُ فخانته ضَمائِرُه ... وغِيضَ الدَّمع فانهلت بوادره

وكاتم الحب يوم البين منهتك ... وصاحب الدمع لا تخفى سرائره

يا من تحكم في نفسي فعذبني ... وَمَنْ فؤادي على قتلي يظافره

تمضي الركائب والأبصار شاخصة [٥] ... منها إلى الملك الميمون طائره

حلو خلائقه شوس حقائقه ... يحصى الحصى قبل أن يُحصى مآثره

تضيق عن جيشه الدنيا ولو رحبت ... كصدره لم تضق فيها عساكره

وله: /.

لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرتِ أنتِ وهُنَّ منك أواهل


[١] في ص، ل: «اليوم» .
[٢] في ص، ل: «محكمة» .
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «حار» .
[٥] في الأصل: «والأشخاص ناظرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>