للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيه، وأثخن فِي الأرض، وكان معدودا من الحكماء [١] .

[أَنْبَأَنَا عَبْد الوهاب بْن المبارك بإسناد له عَنْ أحمد بْن يحيى السندي قَالَ:

سمعت مُحَمَّد بْن سلام يقول: كان] [٢] مما حفظ عنه أَنَّهُ قَالَ يوما لوزرائه وخاصته بحسبكم، دلالة عَلَى فضيلة العلم أنه يمدح بكل لسان وبحسبكم دلالة عَلَى عيب [٣] الجهل أن كل الناس ينتفي منه ويغضب أن يسمى به.

وكتب أردشير إِلَى الملوك كتابا فيه: من ملك الملوك أردشير بْن بابك/ إلى من يخلفه بعده [٤] من ملوك فارس، أما بعد: فإن صنيع [٥] الملوك عَلَى غير صنيع الرعية، فالملك يطبعه العز والأمن والسرور والقدرة والجرأة والعبث والبطر، ثم كل ما ازداد فِي العمر تنفسا وَفِي الملك [٦] سلامة زاده فِي هَذِهِ الطبائع حَتَّى يسلمه إِلَى سكر الشراب فينسى النكبات والعثرات والعبر والدوائر فيرسل يده ولسانه بالفعل والقول، وقد قال الأولون منا: عند حسن الظن بالأيام تحدث العبر.

وقد كان من الملوك من تذكره غرة [٧] الذل، وأمنه الخوف، وسروره الكآبة، وقدرته العجز. وقد قَالَ الأولون منا: رشاد الوالي خير للرعية من خصب الزمان، واعلموا أن الملك والدين أخوان توأمان، لا قوام لأحدهما إلا بصاحبه، لأن الدين أس الملك وعماده، والملك يعد حارس [٨] الدين، فلا بد للملك من أسه، ولا بد للدين من حارسه، فإن ما لا حارس له ضائع، وما لا أس له مهدوم، واعلموا إنما سلطانكم عَلَى أجساد الرعية، وأنه لا سلطان للملوك عَلَى القلوب وَفِي سكر الملك بالسلطان [٩] ما


[١] الطبري ٢/ ٤٤، ٤٥، ٤٦، والكامل ١/ ٢٩٧.
[٢] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل وأثبتناه من ت.
[٣] في الأصل: «على فضيلة» .
[٤] في ت: «بعقبه» .
[٥] في ت: «صنع» وكذلك في الموضع التالي.
[٦] «وفي الملك» سقط من ت.
[٧] في ت: «من يذكره عزة» .
[٨] في الأصل: «بعده حراس» .
[٩] في ت: «وفي سكر السلطان بالملك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>