للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفضل الناس في الأنفس ... ليس الفضل في الحال

وله

ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني [١] ... ليست مؤاخذة الإخوان من شاني

إذا خليلِيَ لَمْ تكثر إساءته ... فأين موقع إحساني وغفراني

يَجْنِي الليالي وأستحلي جنايته ... حتى أدل على عفوي وإحساني

يجنى على وأحنو دائما أبدًا ... لا شيء أحسن من حانٍ على جان

وله

مرام الهوى صعب وسهل الهوى وعر ... وأعسر ما حاولته الحب والصبر

أوعدتي بالوعد [٢] والموت دونه ... إذا مت عطشانا فلا نزل القطر

بدوت وأهلي حاضرون لأنني ... أرى [٣] أن دارًا لست من أهلها قفرُ [٤]

وما حاجتي في المال أبغي وفوره ... إذا لم يفر عرض [٥] فلا وفر الوفر

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره ... فلم يمت الإنسان ما حسن [٦] الذكر

وقال أصيحابي الفرارُ أو الردى ... فقلت هما أمران أحلاهما مر

/ سيذكرني [٧] قومى إذا جدَّ جدُّها ... وفي اللَّيْلَة [٨] الظلماء يفتقد البدر

ولو سدَّ غيرى ما سددت اكتفوا به ... وما كان يغلو التبر لو نفق الصفرُ

ونحن أناس لا تَوَسُّطَ عندنا ... لنا الصَّدرُ دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالى نفوسنا ... ومن خطب الحسناء لم يغلها مهر

وقال وقد سمع صوت حمامة وهو مأسور:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... أيا جارتي ما فاق حالك حالي


[١] في الأصل: «إخواني» .
[٢] في الأصل: «بالوهل» .
[٣] في بعض النسخ «أن الدار دارا» وهذه زيادة تخل بالوزن والمعنى.
[٤] في ص، ل: «نفر» .
[٥] في ص، ل: «عوض» .
[٦] في الأصل: «ما حيا» .
[٧] في الأصل: «ستذكرني» .
[٨] في باقي النسخ «الظلمة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>