للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم يعوق بمقدار ما تغدى، فيضرب [١] ، وكانت الأخبار تصل من شيراز إلى بغداد في سبعة أيام، وتحمل معهم الفواكه الطرية، ثم يتغدى والطبيب قائم، وهو يسأله عن منافع الأطعمة ومضارها، ثم ينام فإذا انتبه [٢] صلى الظهر، وخرج إلى مجلس الندماء والراحة، و [سماع] [٣] الغناء، وكذلك إلى أن يمضي من الليل صدر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان يوم موكب برز للأولياء، فلقيهم ببشر معه هيبة، وكان يقتل ويهلك ظنا منه أن ذلك سياسة، فيخرج بذلك الفعل عن مقتضى الشريعة، حتى أن جارية شغلت قلبه بميله إليها عن تدبير المملكة، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام بطيخا من رجل غصبا فضربه بسيف فقطعه نصفين. وكان يحب العلم والعلماء، ويجري الرسوم للفقهاء والأدباء والقراء، فرغب الناس في العلم/ وكان هو يتشاغل بالعلم، فوجد له في تذكرة «إذا فرغنا من حل إقليدس [٤] كله تصدقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وكل ابن يولد لنا كما نحب أتصدق بعشرة آلاف درهم، فإن كان من فلانة فبخمسين ألف درهم، وكل بنت [٥] فبخمسة آلاف، فإن كان منها فبثلاثين ألفا، وكان يحب الشعر، فمدح كثيرا وكان يؤثر مجالسة الأدباء على منادمة الأمراء، وقال شعرا كثيرا نظرت فِي جميعه [٦] فمن شعره:

يا طيب رائحة من نفحة الخيري ... إذا تمزق جلباب الدياجير

كأنما رش بالماورد أو عبقت ... فيه دواخين ند عند تبخير

كان أوراقه في القد أجنحة ... صفر وحمر وبيض من زنابير

ومن شعره، وقد خرج [٧] إلى بستان، وقال: لو ساعدنا غيث، فجاء المطر فقال:

ليس شرب الكأس [٨] إلا في المطر ... وغناء من جوار في السحر


[١] في الأصل: «فضرب» .
[٢] في الأصل: «فإذا أقام» .
[٣] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٤] في ص، ل: «أوقليدس» .
[٥] في الأصل: «وإن كان بنتا» .
[٦] «نظرت في جميعه» سقطت من الأصل.
[٧] في الأصل: «أنه خرج» .
[٨] في الأصل: «الراح» .

<<  <  ج: ص:  >  >>